الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
في المعرض السنوي للتصوير الضوئي والخزف والخط العربي
يتمثلون المقولة “ويستمر الإبداع” قولاً وعملاً في معرضهم السنوي باحتضان ورعاية وزارة الثقافة، مديرية الفنون الجميلة، يقدمون من رؤى أرواحهم وفيض أناملهم ونظرة ثاقبة عبر كاميراتهم، فنون التصوير الضوئي والخزف والخط العربي والذي عكس المستوى الفني العالي للفن السوري في أنواعه المختلفة، واستطاعوا توثيق اللحظة الهاربة عبر الزمن كما نقلوا الخط العربي من حيز الحرفة إلى فن حروفي، وصاغوا من الطين أيقونة الخزف السوري العريق.
الفنون.. حضارة سورية المشرقة..
ويبين مدير الفنون الجميلة عماد كسحوت أن المعرض السنوي للتصوير الضوئي والخزف والخط العربي الذي تحتضنه صالة الشعب للفنون يضم عشرات الأعمال المتنوعة بأفكارها ومدارسها وتقنياتها، استلهمت عناوينها من الواقع تارة ومن التراث أحياناً أخرى، بينما اتجه البعض إلى ابتكار موضوعه بما يتواءم مع رسالته الفنية.
والمعرض يأتي هذا العام ضمن فعاليات أيام الفن التشكيلي السوري “ويستمر الإبداع” وهو فرصة لالتقاء الأجيال وتبادل الخبرات من جهة، وتقديم الفن السوري للجمهور بأبهى صوره من جهة أخرى، فنحن نمتلك من المواهب الفنية التي تضاهي في حرفيتها الكثير من فناني الغرب، والوزارة لم تدخر جهداً إلا وقدمته لتطوير ورعاية الفنون في سورية، فهي تشكل الوجه الحضاري والصورة المشرقة لحضارتنا السورية.
التوثيق.. حاجة وضرورة
الفنان الضوئي فرج شماس عضو نادي التصوير الضوئي قدم لوحة تمثل بيوتاً طينية لا تزال تقاوم عاديات الزمن رغم مرور آلاف السنين في ريف حمص، ورجل يحمل متاعه يهجرها إلى عالم أكثر حداثة.
ويرى بأن التوثيق لمعالم البلاد ضرورة وحاجة وخصوصاً في ظل تلك الحروب التي تحاول تشويه الحضارة وطمس معالمها، فالصور الضوئية بعين فنان محترف تستطيع أن تعيد الزمن إلى الوراء للاطلاع على تفاصيل المكان، لأن الصورة هي ذاكرة صادقة.
والمثال على ذلك فقد ساهمت الصور الضوئية في ترميم الجامع الأموي في حلب، والأمثلة على ذلك كثيرة، وما أتمناه اليوم أن يزداد الاهتمام بفن التصوير الضوئي ومحاولة توثيق الأوابد والمعالم وضمها في كتب حفظاً لها من الضياع، فعين الفنان الثاقبة تصطاد الزوايا الهامة لتخلدها، وهذا ما أقوم به منذ سنوات فألفت كتباً مصورة عن معلولا وبعض الأماكن المقدسة والعمل مستمر.
شغف الإبداع..
رأفت الساعاتي المدرس في معهد أحمد وليد عزت اختصاص الخزف يرى في أعمال طلابه المزيد من الشغف والإبداع، رغم صعوبة العمل وتكاليفه الباهظة، لكن يبقى للأعمال الخزفية نكهتها الخاصة المستمدة من عبق التاريخ، فالأجداد لطالما قدموا لنا نماذج عديدة لاستخدامات الخزف، ومن الأهمية بمكان أن نحافظ على هذا الإرث العريق في وقتنا الحالي.
وترى باسمة الحريري” خزافة” التي قدمت عملاً يشبه الديك في محاولة لإظهار مرونة الطين في التشكيل، ويمكن استخدام هذه الصناعة في يومياتنا كمعروضات أو الاستخدام المنزلي، وخصوصاً أنها تشكل يدوياً ما يمنحها قيمة مضافة.
واللافت أن هذا الفن يأخذ دوره في الانتشار، والمعرض فرصة لنشر هذا الفن وخلق المنافسة والتحفيز من أجل خوض غمار فنون تحمل من عبق الماضي ما يجعلها أثيرة لدينا.
الطبيعة.. كنز لا ينضب
وتبين فنانة التصوير الضوئي ذكاء عزت الكحال أن المعرض يشكل حراكاً هاماً للحركة التشكيلية، وفرصة لتبادل الخبرات، ومشاركتها في تصوير الطبيعة التي جمعت بين الشجر والصخر والثلج، هي رسالة ودعوة للحفاظ على البيئة من التصحر.
وتضيف: المشاركة تخلق روحاً من المنافسة الإيجابية بين الفنانين، وهي في الآن نفسه فرصة للاطلاع على تجارب الآخرين، رغم أنني ألاحظ أن عدد الفنانات المشاركات قليل ربما لأن هذا الفن يحتاج بعض التكالف ما يشكل عائقاً للفنان المبدع.
واهتمت الفنانة آلاء البيش بالخط رغم أن عملها في المحاماة بعيد كل البعد عن هذه الفنون، ولكنها تجد متعة في تدوين الكثير من المقولات والآيات القرآنية بالخط الكوفي التكعيبي، لتقدم في لوحتها المشاركة عملاً مميزاً.
وترى بدورها من الأهمية بمكان الاهتمام بالخط العربي لأنه الوعاء الذي يدون حضارتنا وإبداعاتنا ويخلد إنجازات العصر عبر تحديد حصة للخط أو استحداث معاهد خاصة للتدريب على الخط.