الثورة أون لاين – يمن سليمان عباس:
ربما ليس من الضرورة بمكان أن تفتح دفاتر الذاكرة وتعد تلك السنين التي قضيتها في العمل وتعلن كم من السنين مضى عليك بعملك.. فهذا لا يهم الآخرين كثيراً هو وحده هويتك أو بصمتك لكنك في عملك لست وحدك.. أنت في حقل العمل جزء من آخرين قد يعملون متفرقين أو مجتمعين لكن في النهاية أنتم فريق واحد.
قبل البدء بالحديث عن كتاب الاحتراق النفسي الذي أجده مدخلاً للحديث عن أربعين عاماً لي بالعمل الصحفي وعلى مقربة من التقاعد.. هل كفيلة هذه الأربعون أن أقول أن حبر الصحافة سيبقى عطر الأيام والعمر.
هل عليّ أن أكتب عما أصابنا من احتراقات.. آمالنا آلامنا… وما في الجعبة..
كثيرة هي المحطات.. لكنها تختصر عندي بجملة واحدة لم يكن احتراقاً ما مر بي إنما توهج داخلي في العمل وعزم أن تمضي برسالتك.
قد لا تراه أنت كذلك.. لكنه برضا النفس وعلى مشارف أربعين عاماً لي هو حقيقة لم ولن تبرح الذهن أبداً.
الاحتراق النفسي.. ست استراتيجيات لتحسين العلاقة بالعمل.
كتاب مهم صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب وهو من تأليف كريستينا ماسلاش ومايكل لايتر.. ترجمه إلى العربية د.محمد ربيع الصياح.
يرى المؤلفان أن ثمة لاعبون في الاحتراق أنت وهو أي العمل ومن ثم يذهب ليطرح السؤال التالي.. هل أصبت بالاحتراق النفسي … والاحتراق أكبر من أن يكون إحساساً بالكآبة أو مروراً بيوم سيئ الاحتراق هو حالة مزمنة من فقدان التناغم مع عملك وهو أمر يمكن أن يكون كارثة حقيقية في حياتك.
الاحتراق طاقات مهدورة، وهو حماسة منخمدة.. وثقة مفقودة.
هذه عوامل كثيرة ندفع ثمنها غالياً.. يرى الكتاب أن المشكلات المرتبطة بالضغوط النفسية في العمل تكلف اقتصاد الولايات المتحدة ٣٠٠ مليار دولار نتيجة الإجازات المرضية والعمر طويل الأمد والاستبدال المفرط للموظفين.
وحسب دراسة لجامعة هارفارد
تتساوى نتائج الاحتراق النفسي مع نتائج التدخين.
ويضيف الكتاب أن الموظفين المسرحين غير السعداء يكلفون الاقتصاد البريطاني سنوياً ٤٦ مليون يورو .
تقيس هذه الدراسات الأثر الاقتصادي والنفقات ولكنها لم تذكر الأثر النفسي على الشخص.. لماذا يفقدون الشعور بالسعادة أو الإنجاز.
الاحتراق الوظيفي مصطلح جديد ذو أهمية كبيرة علينا الانتباه إليه قد يكون بأكثر من صيغة وأكثر من شكل.. هو علم كلي متكامل بين الموظف ووظيفته ومجتمعه العملي … الكتاب يقدم الكثير من الدلالات على ذلك ويقترح الحلول..
ويبقى السؤال… هل تشعر أنك تتوهج أم تحترق… كيف ترى مسيرة عملك الوظيفي التي عبرتها أو تعبرها.. ما الذي تركته من أثر.. وماذا تركت فيك من آثار.. أنت من يحدد أكان احتراقاً أم اتقاداً… وما تبقى تفاصيل عابرة.