الثورة أون لاين- عمار النعمة:
القضايا الأمنية والمعيشية هي قضايا عكوسة، تزول بزوال أسبابها، بينما القضايا الفكرية والعقائدية هي قضايا مزمنة، لذلك في القضايا الفكرية ما كنا نكسبه يكون من الصعب التخلص منه، وماقد نخسره من الصعب استعادته..
فكيف يمكننا أن نمضي قدما في وضع هذه الرؤى موضع التنفيذ والعمل على تحصين العقول ..
التقيت الأديب د.عبدالله الشاهر فقال: برؤية عميقة وواضحة المعالم إن السيد الرئيس بشار الاسد في كلمته أمام رجال الدين قد بين أنه لايمكن الخلط بين الاحتياجات والعقائد, فالقضايا التي تشكل حالة سلوكية يومية هي قضايا تزول بزوال مسببات وجودها, فالأحداث التي مرت على سورية في حربها ضد الإرهاب فرضت سلوكاً أمنياً لابد منه لمواجهة هذا الإرهاب، والحرب الاقتصادية والحصار الذي فرض عليه أدى إلى تطبيقه في الحياة المعيشية لكن هذا لايأخذ صفة الاستمرار وسيزول بزوال مسبباته.
أما المعتقدات والأفكار فإنها تأخذ حالة الدوام والاستمرار وتأخذ نهجاً عميقاً يؤدي إلى سلوك نابع من هذه الأفكار والمعتقدات, ولذلك مايتم اكتسابه سيكون سلوكاً وفكراً ومانخسره يصعب استرجاعه, وهنا يطرح السيد الرئيس مسألة فكرية هامة أن العقائد والأفكار ثابتة بينما القضايا الأخرى قضايا متحركة محكومة بظرفها, بينما العقائد تعطي توجهاً ومنهجاً يؤدي إلى خلق سلوك إما أن يكون فاعلاً يبني , وإما أن يكون هداماً فيدمر ومن هذا نستخلص أن السيد الرئيس يوصل المعطيات التالية:
القضايا الأمنية والمعيشية هي طارئة وليست متأصلة في أزماتها وتزول بزوال مسبباتها.
إن هذه القضايا محكومة بأوقاتها وليس بأزمانها لأنها لاترقى إلى مستوى الزمن، ولذلك نقول إنها قضايا مؤقتة.
الفكر قاعدة وانطلاق من خلاله تبنى منهجيات وتتوالد أفكار .
الفكر استمرار يتجاوز المكان ولذلك لابد من التحسب له والبناء عليه .
العقائد والأفكار تأخذ صفة الديمومة والثبات وعليها تبنى التوجهات .
علينا أن لا نبني على المتغير وإنما على الثابت , فالمتغير يخلق بأزمة والثابت يرسخ ويدوم ويتوالد .
إذاً السيد الرئيس بشار الأسد ركز على الفكر والتعامل معه، لأنه أساس الفعل ومحرك السلوك .
أنموذج لاستخلاص العبر
بدوره الأديب د.نزار بني المرجة قال : تشكل ظروف العدوان والحرب التي تعيشها سورية تحديدا” وبقية الأقطار العربية عموما، “أنموذجا” لاستخلاص العبر ومادة حية متاحة للإجابة على فحوى ومضمون هذا السؤال الهام والخطير جدا.. لأن ثمة فارقا كبيرا بين استعادة الأمان بعد فترة من فقدانه بسبب ممارسات ووجود محتلين وعملاء مجرمين في هذه البقعة او تلك من أرض الوطن.. حيث يستعاد الأمن كما لاحظنا بفضل بطولات بواسل جيشنا العربي السوري الذين تمكنوا ويتمكنون كل يوم.. من دحر قوى الإرهاب وإعادة الأمن والأمان إلى كل بقعة ومساحة من خارطة الوطن..، وهذا يمثل إنجازا هاما لايستهان به.. في الصمود والانتصار.. وكذلك استعادة التعافي الاقتصادي الذي يمس لقمة العيش لمواطنينا.. هو أمر قابل للتحقيق إن شاء الله في فترة قادمة.. ولكن المسألة فائقة الخطورة هي تلك التي تتمثل بغزو العقول وما ينجم عنه من تبني الأفكار الهدامة لكيان الوطن.. حيث نجح ذلك الغزو وللأسف في اختراق عقول البعض.. وكانت النتيجة المؤسفة تحول ذلك البعض إلى أداة رخيصة طيعة يحركها أعداء الوطن التاريخيين و المعروفين من قبل كل ذي بصر وبصيرة.. وللأسف الشديد فإن عملية إعادة تأهيل البناء الفكري لأولئك الذين انساقوا لتبني أفكار هدامة ومؤذية لحاضر ومستقبل الوطن.. هي عملية معقدة وتحتاج تضافر جهود فكرية و تربوية وثقافية كبيرة جدا”.. ولا يمكن لها إنجاز تلك المهمة الوطنية النبيلة المطلوبة بين يوم وليلة..، مما يستوجب وضع خطط ومناهج متكاملة متضافرة.. ومخلصة تبدأ من على صعيد كل بيت.. ولا تنتهي في كل مدرسة.. نحن بحاجة ملحة وعاجلة لتدارك الثغرة التي أصابت جزءا من النسيج الوطني ليستعيد عافيته بما أمكن من السرعة.. لأن معركتنا مستمرة.. ولا نهاية لها في المستقبل القريب.. لأنها معركة إثبات الوجود.. أو الرضوخ والاستسلام لمخططات أعداء الوطن والإنسان..