وشائج ثقافية

لا نأتي بجديد عندما نعترف بأن الحرب الظالمة على سورية وماتبعها من حصار اقتصادي وضيق ذات الحال، دفع بالكثير من أبنائنا للهجرة والاستقرار في غير بلد أوروبي إن كان لجهة متابعة الدراسة أو للعمل، ولكن رغم ما يفصلنا عنهم من مسافات ما تزال قلوبهم ومشاعرهم ترنو إلى بلادهم، يحدوهم عشق كبير يشدهم ذاك الحنين إلى مرابع درجوا عليها ووطن تدثروا بحضنه الدافئ، ترعرعوا ونموا بين جنباته وتمتعوا بخيراته.

ولاأخفي سراً أن مادفعني للحديث في هذا الشأن ماقرأته عن عودة افتتاح المركز الثقافي الروسي في دمشق وعودة نشاطاته المعتادة بعد انقطاع دام سنوات الحرب، وتساءلت أين مراكزنا الثقافية في بلاد الاغتراب، وأين بوابتنا للتواصل مع أبنائنا الذين تناثروا في بقاع الأرض جميعها، لماذا لانعيد تفعيل تلك المراكز إن وجدت، أو استحداث مراكز جديدة، لتكون حاضنة لتجمعات أبنائنا، والتواصل معهم، وربطهم بوطنهم الأم قبل أن تغزو الحضارات الجديدة عقولهم وتأخذهم ببريقها الوهمي.

جميعنا يدرك أهمية استثمار تلك الطاقات المهاجرة ثقافياً، فكرياً، واجتماعياً، فهم سفراؤنا في بلاد الاغتراب، ولاشك استقطابهم في تلك المراكز الثقافية وتقديم حضارتهم وثقافتهم وإرثهم العريق بالصورة اللائقة، لابد أن يساهم في تغيير الصورة المشوهة التي يحاول الغرب تكريسها عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل والفضاءات المأجورة.

ونحن كثيراً مانتحدث عن حوار الحضارات، وعن أهمية الترجمة في مد جسور التواصل مع الآخر، فكيف إذا كانت هذه الجسور عقول أبنائنا وطاقاتهم الإبداعية التي أبهرت العالم بتفوقها وتقدمها في المجالات كافة، فلماذا لانخلق لهم بيوتات ثقافية تكون بوابتهم إلى الآخر، ومنابر تصدح بصوت الحقيقة عبر الأنشطة والندوات الثقافية والمعارض، والأفلام السينمائية الوثائقية تحكي أمجاداً وعراقة تصارع على البقاء رغم عاديات الزمن وجبروت الطغاة.

“ثقافتنا هويتنا” ليس في مسقط رأسنا وحسب، بل هي جواز سفر لعبورنا إلى ماوراء البحار والمحيطات، وهي الوشائج العصية على النسيان، عبر بيوتات ثقافية تكون الملاذ الآمن لأبنائنا.

رؤية- فاتن أحمد دعبول

آخر الأخبار
عبر البوابة البريطانية.. العلاقات السورية الأوروبية نحو انطلاقة جديدة امتحان الرياضيات لطلاب البكالوريا المهنية- المعلوماتية: بين رهبة المادة وأمل النجاح الخبيرمحي الدين لـ"الثورة": حركة استثمارية نوعية في عدة قطاعات الرئيس الشرع يتقلد من مفتي الجمهورية اللبنانية وسام دار الفتوى المذهَّب حرب إسرائيل وإيران بين الحقائق وإدعاءات الطرفين النصرالمطلق ألمانيا تدرس سحب الحماية لفئات محددة من اللاجئين السوريين "قطر الخيرية" و"أوتشا".. تعزيز التنسيق الإنساني والإنمائي في سوريا بعد 14 عاماً من القطيعة .. سوريا وبريطانيا نحو شراكة دبلوماسية وثيقة 10 مناطق لمكافحة اللاشمانيا بدير الزور الاقتصاد الدائري.. إعادة تدوير لموارد تم استهلاكها ونموذج بيئي فعال الحرائق في اللاذقية .. التهمت آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية 1000 مستفيد في دير الزور من منحة بذار الخضار الصيفية الحشرة القرمزية... فتكت بشجيرات الصبار مخلفة خسائر فادحة مشكلات تهدّد تربية النحل بالغاب.. ونحالون يدعون لإحداث صندوق كوارث الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون