كأننا كنا في فلم هوليودي … هكذا يتحدث صهر ترامب جوريدر كوشنير ويروي مغامراته التطبيعية مع بعض الدول العربية …(الأكشن)وعنصر المفاجأة كانا الأدوات الدبلوماسية لإخراج فيلمه إلى العلن بإنتاج خليجي، كوشنير أغرق في شرح إنجازاته على مدى السنوات الأربع وتباهى أنه ودون خبرة سياسية أنجز صفقة القرن ونقل السفارة الأميركية وأعلن التطبيع وبلمحة خيانة مع بعض دول المنطقة غدت القضية الفلسطينية وكل القضايا العربية في خطر الطي للتقادم والتخاذل.
سنة عصيبة مرت على المنطقة والعالم كاد بها البعض أن ينذر بنهاية البشرية على يدي فيروس غير مرئي ونهاية القوانين الدولية وتهشم النظام العالمي على يدي رئيس أميركي أحمق… حتى الأميركيون أنفسهم رزحوا تحت ركبة العنف والعنصرية….. ترامب نفسه الذي خطط لكوارث العام المنصرم وحفر حفرته العميقة بقرن صفقة البشعة في المنطقة وقع في مطب خسارته الرئاسية.. الوحيد الذي داعب هذه السنة الرقطاء هي إسرائيل، عزف لها نتنياهو حتى خرجت ترقص بالتطبيع وتلوح بعكالات بيع القضية الفلسطينية وما بقي من الكرامة العربية، فماذا نعلق من أمنيات على شجرة العام الجديد ومرارة السنة الراحلة لاتزال تلوث حلاوة الأمنيات.
باتت الحال في المنطقة والعالم أوضح من أن يحتمل التوقع والتسويف وأهازيج التوقعات الفلكية والدجل السياسي الهوة العالمية السياسية والاقتصادية أكبر من أن تردم برؤية خطوط المصالحات والاتفاقات بين الدول وحول الملفات في فنجان العراف السياسي… فالاحتلال الأميركي والتركي لسورية والحرب الاقتصادية عليها والتكالب لعرقلة استحقاقاتها والتهديد بالحرب في العراق وضرب إيران كل ذلك لايمحوه رحيل ترامب ومجيء بايدن، تخيلوا أن ترامب يلوح للحرب على إيران في ذيل السنة المنصرمة وفي ذيل خروجه من البيت الأبيض، ليقذف ببايدن إلى أبعد نقطة عن التهدئة في المنطقة، هي ليست سياسة ترامب ولا واقع بايدن هي خطط الولايات المتحدة الأميركية واستراتيجية دولتها العميقة التي ربما تريد أن تستجر الجميع للاستسلام مجدداً للقطب الواحد…قد ترى ذلك روسيا والصين لكنهما لاتريدان سماع صوت الضجيج الأميركي… هي سياسة الصبر والمثابرة التي ساندت فيها موسكو وبكين سورية وحاولتا إنقاذ ليبيا وتسعيان لعالم متعدد القطبية..المسائل العالقة تحتاج إلى الوقت ونحتاج في سورية إلى بندقية الجيش العربي السوري كما كنا دائماً وسنبلة القمح هما زينة العام الجديد وما عدا ذلك لن تكون ساعته في وقتنا الميداني والداخلي..ونتمنى أن تضاء الشجرة العام المقبل في إدلب وأن تلمع بيادر القمح على امتداد أرض الوطن.
كل القضايا تحتاج إلى الوقت والمقاومة كي نقول إن السنة القادمة مضيئة حتى في الحالة الصحية العالمية التي تتأرجح بين اللقاح والسلالات الجديدة من الكورونا..نتمنى أن نضيء الشجرة 2021 حتى في شهورها الأخيرة.
نبض الحدث- عزة شتيوي