يخرج كل صباح الآلاف من العمال والعاملات، الطلاب والطالبات، الموظفون والموظفات، وغيرهم من الناس من يحتاج قضاء حاجاته خارج منطقة سكنه، يقفون عند زوايا الساحات، وعلى مواقف الباصات، بانتظار وسيلة نقل يتحركون بها إلى وجهتهم.
في الحالة العادية تمر يوميات الناس بسلاسة، يخرج الطالب والطالبة في الموعد القريب لدرسه أو محاضرته، والموظف والموظفة قرب بدء الدوام، كذلك بقية الناس، وفي جيوبهم جميعاً مبلغ يلائم ويغطي كلفة تنقلهم هذه، حيث يرتب الطالب مصروفه ووقته حسب توفر الباص أوالسرفيس، وتنظم الأم العاملة توقيت خروجها وعودتها من البيت من ترتيب وإعداد الطعام ضمن الوقت المحدد لخروجها وعودتها إلى البيت، كذلك حال الكثير من الموظفين والعمال والمعلمين والمعلمات الذين يستعدون للخروج ثانية إلى عمل آخر.
لكن اليوم لم تعد حسابات هؤلاء جميعاً تنجح، فالطالب يخرج قبل ساعات، وصاحبة البيت تعود متأخرة ساعات، وجميعهم ينفقون على تنقلاتهم أضعاف ماخصصوا من مالهم المتواضع أصلاً.
أزمة نقل خانقة تغير ترتيب اليوميات وترهق المصروف وتزيد أعباء وضغوطاً على كاهل الأسرة بجميع أفرادها الذين يخرجون يومياً للدراسة والعمل وقضاء الحاجيات،ما يضطر الطالب لدفع خمسمئة ليرة أجرة تكسي سرفيس مع زملاء ثلاثة له خوفاً من التأخر على موعد المحاضرة، بديلاً عن السرفيس غير المتوافر والذي كان يدفع له مئة ليرة.
الأم تجد نفسها مضطرة لدفع ألف ليرة، بدل المائة ليرة لأنها لم تعد تقوى على الانتظار من شدة التعب وقلق التأخير عن منزلها.
باتت الأيام متعبة، والناس ينتظرون عودة الحياة إلى الطرقات وهم متعبون أيضاً، الطالب والطالبة يفقدان حماسهما، والأم والأب تزداد أوجاعهما.
لا نعرف إن كان المازوت غير متوفر بسبب الحصار أم بسبب السوق السوداء وتجار الحرب، لكن نعرف أننا تجاوزنا عتبة التعب، ونسأل الحكومة هل تعملين على إحياء شرايين مدينتنا.
عين المجتمع -لينا ديوب