التوتر بين أميركا وإيران.. إلى أين؟!

الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:

بعد تصريح الرئيس المنتخب جو بايدن بأن الولايات المتحدة ستنضم مجددًا إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 إذا عادت طهران إلى الامتثال الكامل، قال نائب المندوب الدائم للصين لدى الأمم المتحدة جينغ شوانغ للسفراء في إحاطة لمجلس الأمن بشأن حظر انتشار الأسلحة النووية أنه يجب على أطراف الاتفاق الإيراني الوفاء بالتزاماتهم.
وعلى الرغم من أن القيادة الإيرانية قالت أيضًا إنها مستعدة للعودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي التاريخي بمجرد وفاء الأطراف الأخرى بالتزاماتها، فإن إيران تواجه موقفًا محفوفًا بالمخاطر، خاصة بعد اغتيال عالمها النووي البارز محسن فخري زاده في 27 تشرين الثاني الماضي، وعلى الرغم من تبنيها موقفاً متشددًا من “إسرائيل” والولايات المتحدة ، فقد لا تتخذ إيران أي إجراء انتقامي، لأن ذلك سيجعل من الصعب على بايدن رفع العقوبات المفروضة عليها وبدء الدبلوماسية، ومع ذلك، إذا لم تنتقم إيران لمقتل فخري زاده، ستشعر بالحرج.
إلى جانب اغتيال قاسم سليماني، قائد القوة العسكرية الإيرانية وأحد أقوى القادة في البلاد في كانون الثاني الماضي، والانفجار الذي سبب أضرارًا بمنشأة نطنز في حزيران الماضي، يبدو أن مقتل العالم الإيراني قد وضع طهران أمام تحد جديد، وعلى هذا النحو، يبدو أن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، التي توترت كثيرًا بعد أن انسحبت إدارة دونالد ترامب من الاتفاق النووي وشنت حملة “الضغط الأقصى” على طهران غير واضح، وعلى الرغم من إعلان طهران أنها لن تلتزم بعد الآن بقيود الاتفاق النووي بسبب انسحاب الولايات المتحدة منه، إلا أنها تتصرف بعقلانية وحذر بالغ على أمل أن ترفع الإدارة الأميركية القادمة العقوبات.
لكن اغتيال فخري زاده ألقى بظلاله على مستقبل العلاقات الأميركية الإيرانية، لأسباب ليس أقلها أن ترامب لا يزال في منصبه، وقد فرض عقوبات على المبعوث الإيراني إلى اليمن في 8 كانون الأول، ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن اغتيال فخري زاده، فإن إيران تتهم “إسرائيل” بالوقوف وراءه، وسبق أن تورط “الموساد” الإسرائيلي في قتل العديد من العلماء الإيرانيين في العقد الماضي، كما خططت “إسرائيل” والولايات المتحدة بشكل مشترك لهجوم إلكتروني على أجهزة الطرد المركزي الإيرانية من خلال دودة كمبيوتر تسمى “ستوكسنت” في عام 2010، في حين ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اسم فخري زاده عام 2018 عندما تحدث عن وثائق نووية إيرانية بحوزته.
بالنظر إلى العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”، والتي تعمقت أكثر خلال رئاسة ترامب، فإن ضلوع “إسرائيل” بالاغتيال، يعني أن تكون الولايات المتحدة على علم بذلك مسبقًا، لذلك توجه إيران أصابع الاتهام أيضاً إلى الولايات المتحدة.
يشكل اغتيال فخري زادة تحدياً لإيران، ودفع الإيرانيين إلى مطالبة حكومتهم باتخاذ إجراءات انتقامية، حيث دعا البعض إلى توجيه ضربة إلى إسرائيل وإنهاء التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إلى جانب ذلك قد يدفع اغتيال فخري زادة إيران إلى زيادة تكثيف برنامجها النووي، ما يعرّض فرص أي محادثات بشأن الإحياء الكامل للاتفاق النووي للخطر، وعلى الرغم من أن اغتيال فخري زاده هو خسارة كبيرة لإيران، فليس من المرجح أن يبطئ أو يؤثر في برنامج إيران النووي، لأنها بعد عقود من الجهود طورت التكنولوجيا والمواهب للمضي قدمًا به.
في الواقع، بعد يومين من اغتيال فخري زاده، أقر البرلمان الإيراني مشروع قانون “عمل استراتيجي لرفع العقوبات”، يهدف إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪ وما فوق، وإذا نجحت إيران في القيام بذلك، فسيكون ذلك أخطر التطورات في الاتفاق النووي، إذ يبدو أن الهجمات الأجنبية على شخصياتها البارزة ( اغتيال كبار العلماء) جعل إيران أكثر تصميماً على إنجاح برنامجها النووي.
التحدي الآخر لإيران هو البيئة الخارجية المتدهورة، ومع ذلك يتوقع الكثيرون أن تمارس إيران ضبط النفس حتى 20 كانون الثاني، حيث من المقرر أن يؤدي بايدن اليمين كرئيس للولايات المتحدة، ربما تستغل الدول المعادية لإيران الأيام الأخيرة من رئاسة ترامب لشن وابل من الهجمات ضد إيران لإجبارها على الانتقام وبالتالي تعريض فرص حل الخلافات مع الولايات المتحدة للخطر من خلال الحوار السلمي، ويمكن أن يكون قتل فخري زاده جزءًا من تلك الحيلة، وقد تعاونت “إسرائيل” وبعض دول الشرق الأوسط الأخرى، بما في ذلك السعودية لتحقيق ذلك.
وبما أنه من المرجح أن ترد إيران على مثل هذه التحركات بشكل ما، حتى لو لم تلجأ إلى الانتقام، فإن ألعاب القوة في المنطقة ستشتد، ما يؤدي إلى زيادة التوترات المرتفعة بالفعل، وإذا أفسح تسامح إيران الاستراتيجي الطريق لليأس، وشنت هجمات انتقامية، فسيصبح الشرق الأوسط أكثر اضطرابًا، ولكن إذا استمرت في ممارسة ضبط النفس، فإن الفترة من كانون الثاني أي عندما يتولى بايدن منصبه رسمياً ، إلى حزيران، أي عندما تجري إيران انتخاباتها الرئاسية، يمكن أن توفر لطهران وواشنطن معاً فرصة لإجراء مفاوضات لتسوية خلافاتهما بشأن الملف النووي.
بقلم: وانغ لي
المصدر: تشاينا ديلي

آخر الأخبار
دلالات سياسية بمضامين اقتصادية.. سوريا تعزز تموضعها الدولي من بوابة " صندوق النقد الدولي والبنك الدو... سجال داخلي وضغوط دولية.. سلاح "حزب الله" يضع لبنان على فوهة بركان لجنة لتسليم المطلوبين والموقوفين في مدينة الدريكيش مصادرة حشيش وكبتاغون في صيدا بريف درعا The NewArab: الأمم المتحدة: العقوبات على سوريا تحد يجب مواجهته إخماد حريق حراجي في مصياف بمشاركة 81 متسابقاً.. انطلاق تصفيات الأولمبياد العلمي في اللاذقية "لمسة شفا".. مشروع لدعم الخدمات الصحية في منطقة طفس الصحية وزير المالية: نتطلع لعودة سوريا إلى النظام المالي الدولي وقف استيراد البندورة والخيار رفع أسعارها بأسواق درعا للضعفين 34 مركزاً بحملة تعزيز اللقاح الروتيني بدير الزور البنى التحتية والخدمية متهالكة.. الأولوية في طفس لمياه الشرب والصرف الصحي    تستهدف 8344 طفلاً ٠٠ استعدادات لانطلاق حملة اللقاح الوطنية بالسقيلبية  بعد سنوات من الانقطاع.. مياه الشرب  تعود إلى كفرزيتا  جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ...