بعد فصل دراسي كامل ختمه أبناؤنا بامتحانات بذلوا فيها كل جهد للنجاح والتفوق، بدأت العطلة الانتصافية التي تمثل استراحة “محارب” للتلاميذ والطلاب كما يقال كونها حاجة أساسية لصحتهم الجسدية والنفسية.
حيث تشكل العطلة الانتصافية ضرورة ليس للتلاميذ والطلاب فحسب، بل للمعلمين والأهل في آن معاً، خصوصاً الآباء والأمهات الذين يدخلون مع أبنائهم (معركة الامتحانات) منذ بدايتها وحتى نهايتها، لجهة مشاركتهم عناء الدراسة والسهر والتسميع والاستيقاظ باكراً وانتظارهم على أبواب المدارس لحين انتهاء امتحاناتهم، وبالتالي فإنها _أي العطلة مفيدة_ جداً لكل عناصر العملية التربوية، التلميذ والمعلم والأهل، الذين يستنزفون أقصى طاقتهم خلال الفصل الدراسي الأول.
ولتحقيق أفضل النتائج من العطلة الانتصافية يجب على الأهل أن يساعدوا أبناءهم على استثمارها بالشكل الأمثل والأحسن قدر الإمكان، كالذهاب إلى المنتزهات والحدائق أو الاشتراك في نشاطات يستطيع التلميذ من خلالها التعبير عن نفسه كالرسم والألعاب الرياضية والاستماع إلى الموسيقى التي تناسب عمر الطفل الزمني.
أمر مهم وضروري لا بد من الإشارة إليه وهو أحد سلبيات العطل الطويلة للتلاميذ، حيث يسارع الكثير من أبنائنا إلى تغيير إيقاعهم اليومي على اعتبار أن ذلك جزء من حريتهم واستراحتهم خلال العطلة، حيث يفرطون في اللعب خارج المنزل ويسهرون حتى ساعات متأخرة ولا يستيقظون باكراً، وعندما يتهيؤون للرجوع إلى المدرسة يجدون صعوبة كبيرة في العودة إلى إيقاعهم المدرسي، لجهة النوم والاستيقاظ باكراً والتعود ويتطلب ذلك وقتاً قد يكون طويلاً نوعاً ما ليتكيف بعدها الطالب مع الوضع الجديد ويضبط ما يسمى ساعته البيولوجية على النوم والاستيقاظ باكراً والعودة إلى النظام المدرسي.
عين المجتمع- فردوس دياب