الثورة أون لاين – بقلم أمين التحرير- ناصر منذر
أمام سلسلة الجرائم الموصوفة التي ترتكبها ميليشيا العمالة والخيانة “قسد” بحق أهالي الجزيرة السورية، بأوامر وتعليمات من مشغلها الأميركي، تستحضر الذاكرة على الفور الجرائم الإرهابية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية الأخرى، وعلى رأسها “داعش والنصرة”، وهذا يشير بوضوح إلى أن تلك الميليشيا، هي نسخة طبق الأصل عن تلك التنظيمات، وبالتالي هي أداة من أدوات الإرهاب الأميركي والصهيوني، تؤدي دوراً وظيفياً في سياق الحرب الإرهابية التي تقودها الولايات المتحدة ضد سورية وشعبها.
مجريات الحرب الإرهابية ومراحلها المتسلسلة، تثبت أن ظهور هذه الميليشيا جاء إثر تقهقهر التنظيمات الإرهابية على يد الجيش العربي السوري، والكل يعرف أن الولايات المتحدة كانت تلجأ لاستنساخ الكثير من تلك التنظيمات تحت مسميات أخرى لمواصلة العمل على زعزعة استقرار سورية ونهب ثرواتها، وإيجاد ثغرة لاختراق الجسد السوري بسهام التقسيم المسمومة، و”قسد” استحدثتها واشنطن واستخدمتها كبديل لـ”داعش”، تحت مزاعم أن هذه الميليشيا هي حليفة لقوات الاحتلال الأميركي بانتصاراتها الوهمية ضد التنظيم الإرهابي، علماً أن هذه الكذبة تم تفنيدها سابقاً، وفصولها تتعرى أكثر اليوم مع عمليات النقل المتواصلة لإرهابيي داعش من عدة سجون في الحسكة إلى منطقة التنف، الأمر الذي يؤكد أن أولئك الإرهابيين لم يكونوا قيد الأسر والاعتقال، وإنما قيد الحماية والرعاية في ملاجئ آمنة توفرها لهم الميليشيا العميلة لتجنيبهم ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه، وأنهم كانوا أيضاً في معسكرات إعادة تأهيل وتدريب، تشرف عليها قوات الاحتلال الأميركي، وعناصر ذراعها الإرهابي “قسد”، ريثما يتم التحضير لدور وظيفي جديد لهم، وهذا يعطي مدلولاً إضافياً على أن ” قسد وداعش” يختلفان في التسمية فقط.
النزعة الانفصالية التي تتملك متزعمي هذه الميليشيا العميلة ومرتزقتها، تدفعهم اليوم للمجاهرة علناً بارتباطهم العضوي مع الكيان الصهيوني، وبالمشروع الأميركي، وبذلك تكشفت حقيقة هويتهم وانتمائهم، وهذا ما تدل عليه جرائمهم المرتكبة بحق أهالي الجزيرة، على أمل أن يساعدهم المحتل الأميركي بتحقيق أوهامهم الانفصالية، من دون أن تتعظ هذه الميليشيا من كلام السفير الأميركي السابق لدى سورية روبرت فورد، الذي أكد في وقت سابق أن “العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة و(قسد) سوف تنتهي يوماً ما”، فتفوقت بجرائمها عما ارتكبته قريناتها من التنظيمات الإرهابية الأخرى، فتقتل المدنيين وتهجرهم، وتستولي بقوة السلاح على منازل الأهالي والمباني والمؤسسات الحكومية، وتغتال زعماء وشيوخ العشائر العربية، وتسرق ثروات السوريين، وتنهب محاصيلهم الزراعية، وتحرم الرافضين لسياستها الإجرامية رغيف الخبز، وتزج بالأطفال في معسكرات التجنيد الإجباري، وهذه الجرائم تثبت حقيقة ارتباطها بالأجندة الصهيونية والأميركية.
جرائم “قسد”، وتبعيتها العمياء للمشروع الصهيو-أميركي، يعكس بالدرجة الأولى طبيعتها الإرهابية، ولكن مهما تمادى مرتزقتها بإرهابهم وإجرامهم، فوجودهم سيبقى حالة طارئة، سينتهي فور دحر مشغلهم المحتل الأميركي، ومصيرهم الحتمي لن يكون أحسن حالاً من مصير التنظيمات الإرهابية المدحورة.