قال الرئيس بشار الأسد في سياق حديثه أمام علماء الدين في جامع العثمان…
(الغضب هو حالة إنسانية ولكن أبق الغضب في الداخل وحوّله إلى إنتاج… حوّل هذا الغضب إلى نقاش وحوار وأفكار وخطط… الخ) ثم يقول ( لابُدّ أن نحضّر خطة عمل)..
خطة عمل لمواجهة كل الأفكار الهدّامة، وخطة عمل لتحصين المجتمع من التيارات الظلامية والأعمال الإرهابية الجاهلة التي تسعى بممارساتها الوحشية إلى إيقاف العملية العلمية والتربوية والمعرفية والفكرية بالمحصلة النهائية، ومثال ذلك ما تمارسه ميليشيا – قسد- من اعتداء على أهالي المعلمين وطلاب المدارس بعد اعتقالها للمدرسين وإيقاف العملية التعليمية في ريف القامشلي، حيث تنتهج نهج مُشغلّيها من دول الإرهاب الصهيوأميركية في المنطقة، هؤلاء المجرمون الذين لم يكتفوا بتدمير نصف مدارس سورية وإرهاب دمويّ لاحدود لشروره…
من هنا تأتي خطة العمل التي وجّه بها السيد الرئيس ضرورة، وكنا قد رأينا نتائج بوادرها في بواكير عمل مؤسسة التميّز والإبداع التي تسير في الدرب الصحيح الذي رُسمت ووُضعت له الخطط المستقبلية، وبدء العمل بطاقات تستشعر خطورة الفكر الظلامي لتحصين الناشئة والشباب ورعايتهم واستثمار عقولهم في مسارات وبرامج أطلقتها الهيئة منذ نشأتها، وبالأمس قطعنا أشواطاً في إحدى برامجها (الأولمبياد العلمي السوري) وفرقها الوطنية من شبان وشابات ومدربيين سوريين نفخر بتميّزهم ومشاركاتهم في منافسات الأولمبياد العلمي السوري وإطلاق المنجز الوطني المعاصر – المنصة الإلكترونية – كشكل من أشكال التعليم عن بُعد بسبب التحديات التي فرضها الواقع، هذا الشكل الجديد للتعّلُم واكتساب المعرفة يوفّر الجهد والوقت والمال، كما يوفّر فرصة توفّر المعلومة والأستاذ المتميّز بعدالة لجميع الطلاب وفي كامل الجغرافية السورية، وهذا ما أكدته السيدة أسماء الأسد خلال لقائها الفرق الوطنية المشاركة في منافسات الأولمبياد العلمي السوري.
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.. فكيف بخطوات وأشواط تقطعها سورية، ولا تترك مجالاً لنشر العلم والفكر والمعرفة والإبداع والتميّز إلا وتستثمره لنصل في المستقبل القريب إلى منظومة تعليمية ومعرفية تتوافر فيها كافة المستلزمات اللوجستية للإبقاء على استمرارية العملية التعليمية والتربوية والارتقاء بالمتميزين والمبدعين السوريين لأنهم صُنّاع وأمل المستقبل.
سورية تتحدى بكوادرها المتميزة والتنمية البشرية المُستدامة والاستثمار في العقول كلّ إرهاصات العِداء والاعتداء الذي يحيط بها من كلّ حدب وصوب… والعمل الإنساني الفكري المبدع تنطلق خططه وبذرته من شبان وشابات سورية حاضنة التاريخ والمستقبل.
رؤية -هناء الدويري