أُسدل الستار على حقبة فجة من السياسة الأميركية وبدأت حقبة أخرى بتنصيب جو بايدن رئيساً لأعتى قوة إرهاب عالمي، لا نعول فيها على تقويم اعوجاج التعاطي الاميركي مع ملفات المنطقة، ولا على تصويب لنهج الغطرسة العدوانية التي تتعامل بها واشنطن مع العالم وملفاته وأزماته التي لها اليد الطولى في تسخينها على جمر الرغبة بالهيمنة والجموح للتسلط وفرض الاملاءات، ولا نراهن على أن القادم الجديد سيحمل في جعبته مطافئ للحرائق الإرهابية التي أشعلها سلفه الأرعن على امتداد رقعة الدول، التي لم يرق لجنون عظمته وتورم داء بلطجته، أنها لا تخضع للمساومات الدنيئة ولم تنجر إلى منحدرات التطبيع المهين مع كيان الإرهاب الصهيوني، ولا نتوقع منه تبريداً لدرجة حرارة الغليان الإرهابي في منطقتنا التي رفعتها أميركا إلى الذروة لتنضج طبخة أطماعها، أجل لن يحدث كل هذا إلا إذا توقفت واشنطن عن نهج العبث العدواني وكفت عن الانصياع لكيان الإرهاب الصهيوني وتقديم صكوك الارتهان و الطاعة للوبي الصهيوني، وأدركت أنها من المفترض دولة (عظمى) لا رئيسة عصابات دولية وما فيات إرهاب عالمي، وعليها الكف عن احتلال وسرقة ونهب مقدرات الدول وسلب أمان الشعوب وسلامهم.
لن ينضب مخزون الشر الإرهابي لدى أميركا ومن يرسم سياسات حكامها ويضع أجندات التخريب ويقود خطوات تعديها وفق أطماعها وحسب ميوله التوسعية، ولن تخف حدة العدوانية ضد دول منطقتنا وخاصة من يتشبث منها بثوابت الحق ولا يحيد عن سبل صون السيادة ورفض الاملاءات، وإن انزاحت حقبة دميمة من حقب السياسة الأميركية، طالما أن (اسرائيل) تتربص إجراماً وإرهاباً وعدواناً بالمنطقة .
تتغير إدارات أميركيةْ ويتلون لبوس قاطني البيت الأبيض بين جمهوري وديمقراطي، ويختلف تكتيك متزعمي أميركا بين الصفاقة الفجة و دبلوماسية الثعالب الناعمة، طالما أن كونترول التحكم بالسياسات وإدارة دفة العدوان رهين قرارات اللوبي الصهيوني محراك كل الفظائع والشرور التي ترتكبها الإدارات الأميركية في منطقتنا، وكيف لا إذا كانت أميركا وجوقة شرورها وكل دول محور عدوانها يدارون بأزرار التحكم الصهيونية.
فمن فخخ المنطقة بألغام الإرهاب منذ أكثر من عشر سنوات و نفث سموم حربه العدوانية على اتساع مساحة المحور المقاوم و شحذ سكاكين الإرهاب لتقطيع الأوصال التي تربط دوله، ولهث لنسف جسور تلاقيها على الثبات المقاوم و رمى عيدان ثقابه على خريطة منطقتنا لتشتعل حروب وتتفجر أزمات، أراد تحقيق غايات وجني مكتسبات من وراء هذا الاستهداف الإرهابي الشرس، وهذه المآرب الوضيعة لم تتغير بعد ومازالت أولويات غير قابلة للتهميش أو الإقصاء أو التجميد بالعرف الأميركي السائد يفرضها اللوبي الصهيوني في أميركا على حكام البيت الابيض وعليهم تنفيذها بانصياع تام .
لن يشذ بايدن عن قاعدة الولاء المطلق لإسرائيل ولن يغرد خارج سرب الأطماع الأميركية وامتهان اللصوصية وسرقة ثروات الدول ومقدرات الشعوب في منطقتنا، ويسحب جنود احتلاله من الأراضي السورية إلا مرغماً، وإن حاول التمويه والتعتيم على الممارسات على الأرض والمواربة بالتصريحات، فداء الرغبة بالهيمنة الاستعمارية داء مستشرٍ في جسد الجشع الأميركي، لكن عليه أن يقرأ في صفحات التاريخ عله يدرك أن بقاء قواته المحتلة انتحار معلن وفاتورته ضخمة، فهذه الأرض على مر تاريخها لفظت كل محتل وغاز ومعتد، وستفعل في كل حين مهما عظمت التضحيات واشتد الاستهداف الإرهابي، فاجتراح النصر من هول المحن والصعاب احتراف سوري بامتياز.
حدث وتعليق- لميس عودة