تزامن البرد الشديد مع استمرار التقنين القاسي بساعاته الطويلة وأعطاله المستمرة بالتوازي مع قلة التوزيع لمادة المازوت المدعوم وتوفره في السوق الحرة بأسعار كاوية.. هذا المشهد لم يكن مستغرباً لكنه زاد من معاناة الناس خلال الأيام القليلة الماضية.
فالجميع يعلم بأن ثمة من ينتظر مثل هذه الأيام الباردة ليحولها لاستغلال وتجارة رابحة بالحاجات الماسة للناس، سواء من خلال عمليات الاحتكار وبيع السلع ذات الحاجة الماسة وفي مقدمتها المحروقات، وصولاً إلى السلع الأساسية والخضار بأسعار باهظة تحت حجة صعوبة الأحوال الجوية وأثرها على حالة الطرقات وبالتالي قلة توفر المواد ورفع سعرها.
في هذا الوقت توجهت وزارة الكهرباء نحو زيادة ساعات التغذية الكهربائية في المناطق التي تحوي بيوت بلاستيكية، وكذلك نحو تغيير ساعات التقنين في المدن الصناعية ضمن العطل، على أن يبدأ من اليوم لصالح التغذية الكهربائية للمواطنين، بعد أن زاد الطلب والأعطال الكهربائية الناجمة وترافق مع ذلك قلة التوريدات.
لكن للأسف مجمل الإجراءات المتخذة تكون غالباً متأخرة وغير فاعلة في حل المشكلة الحقيقية، فالكلام عن منخفضات وتوقعات حصولها بدأ في وقت مبكر، وهو أمر طبيعي في هذا الوقت من العام، كما أن قلة التوريدات أمر معروف بالنسبة لأزمة الحصار والعقوبات الاقتصادية.
وبكل صراحة ما يزعج من هذا الواقع الصعب في رأي الغالبية توفر مختلف المواد للأكثر قدرة على الدفع المالي لتجار السوق السوداء وتجار الأزمات الذين تتوفر بحوزتهم مختلف المواد الأساسية مستغلين ساعات تقنين مجحفة وطقس مفصل على مقاس طمعهم واستغلالهم.
ويبقى الرهان على المقدرة في ضبط فساد هؤلاء الذين يزيدون من أموالهم ويزيدون من أعداد الفقراء، ومن جهة ثانية هناك حاجة كبيرة لزيادة التوريدات وتعزيز المساندة من الدول الصديقة، والاستمرار دون ملل بالمطالبة بإنهاء العقوبات التي تزيد من معاناة الشعب السوري يوماً بعد يوم وتفتح الباب عريضاً للفاسدين بتوسيع فسادهم.
الكنز- رولا عيسى