تتساوى أنديتنا الكروية بشح إمكاناتها المادية وغياب الاحترافية عن نهجها وعملها، لكنها تتفاوت فيما بينها، من حيث سعيها لتطبيق بعض بنود الاحتراف والتغاضي عن البعض الآخر، هذا من جهة، ومن خلال استثمار الموارد المتاحة ،من جهة ثانية، ولا يمكن بحال من الأحوال إخراج أنديتنا من دائرة الفقر، والزج ببعضها في قائمة الأندية الغنية، لسبب بسيط جداً، أن تمويلها ليس ذاتياً، بل عن طريق عقود الرعاية والداعمين، وجمع التبرعات من المحبين والمشجعين؟.!
هذا الشكل من التمويل لا يبني ولا يؤسس، وإنما يسعى لمكاسب آنية، واشراقات سرعان ماتخبو وتنطفئ، وطفرات هدفها دعائي محض؟! كما أنه يفسح المجال للتدخل في القرارات الإدارية والفنية، ويجعل جميع الأطراف في الأندية مرتهنة لسطوة رأس المال.
وفي ظل حالة العوز المزمن إزاء الارتفاع المخيف للتكاليف، وجدت أنديتنا أو بعضها ضالتها في عقود الرعاية ومغازلة الداعمين، وإن كان ذلك على حساب استقلالية القرار، فنجح البعض منها في تحقيق نتائج طيبة تقارب حجم مدفوعاتها من عقود اللاعبين والمدربين، فيما أخفق البعض الآخر في تحقيق المعادلة، وعلى الجانب الآخر، استطاعت أندية، وبامكاناتها الذاتية المحدودة، أن تفرض نفسها بين الكبار، تنافسهم على الصدارة واللقب، بالشكل الذي يبرهن على أن المال ليس كل شيء في عالم كرة القدم، وإن كان يمثل الجانب الأكثر أهمية، أو العصب للرياضة؟!.
مابين السطور-مازن أبوشملة