الثورة أون لاين – سامر البوظة:
مع استمرار الحصار الإجرامي الذي تفرضه ميليشيا “قسد” الانفصالية, والمدعومة من الاحتلال الأميركي على أهلنا في الجزيرة, ومواصلة ممارساتها القمعية والتعسفية بحقهم, نفذ أهالي مدينتي الحسكة والقامشلي أمس وقفتين احتجاجيتين ضد انتهاكات “قسد”, مستغربين الصمت الدولي ومنظماته عن جرائم تلك “الميليشيا” المجرمة بحق الأهالي الآمنين, ومطالبين بضرورة تدخل كل الجهات لفك الحصار عنهم, ووضع حد لتلك الممارسات التي ترقى إلى مستوى جريمة حرب.
وتأتي انتفاضة أهلنا في الجزيرة اليوم, كنوع من الرد والاحتجاج على جرائم “قسد” وممارساتها القمعية التي ترتكبها بحقهم, بعد أن ضاقوا ذرعا جراء تلك الممارسات وفقدانهم للأمن والأمان الذي كانوا يعيشونه قبل دخول تلك العصابات المجرمة والتي تمارس بحقهم يوميا أبشع أنواع القهر والتنكيل, من اعتقالات للشبان وسوقهم “للتجنيد الإجباري ” في صفوفها, ونهب لممتلكات الأهالي, إضافة إلى حصارها لمدينة الحسكة ومنعها من دخول المواد التموينية والغذاء والدواء إلى الأحياء السكنية في المدينة, وتعطيل حركة النقل فيها وحرمان الطلاب من الوصول إلى مدارسهم, ناهيك عن القطع المتكرر للمياه وحرمان أكثر من مليون مواطن منها.
إن استمرار “قسد” بجرائمها ما كان ليتم لولا الغطاء والدعم المطلق الذي يؤمنه لها الاحتلال الأميركي من جهة, وتواطؤ المجتمع الدولي من جهة ثانية, وهو الذي يصم أذنيه ويتعامى عن الممارسات الإجرامية والقمعية التي ترتكبها تلك “الميليشيا” المجرمة بحق المدنيين, والتي تؤكد من خلالها ارتهانها الأعمى للمحتل وأنها أداة رخيصة لتنفيذ أجنداته الاستعمارية.
والمتابع للأحداث, يلاحظ أنه في الأسابيع الأخيرة, ومنذ قدوم الإدارة الأميركية الجديدة, زادت”قسد” من ممارساتها الإجرامية اليومية والممنهجة بحق الأهالي, وهي من خلال ذلك تريد أن تقدم أوراق اعتمادها للرئيس الأميركي الجديد وكسب وده, وأن تثبت له أنها الخادم الوفي له على الأرض, فهي تعلم تماما أن الأميركي إذا تخلى عنها لن يكون لها وجود وستكون نهايتها, وهو ما سيحدث, ولابد سيأتي هذا اليوم, فالأميركي معروف عنه أنه يتخلى عن عملائه بسهولة عندما ينتهي منهم أو عندما يفشلون بتنفيذ أوامره ومخططاته, و”قسد” وأعوانها مهما فعلوا وأجرموا لن يستطيعوا تنفيذ أجنداتهم الانفصالية وأجندات أسيادهم, في ظل صمود وثبات أهلنا في الجزيرة, الذين يشهد لهم التاريخ ببطولاتهم ووطنيتهم, ومن خلفهم الجيش العربي السوري البطل الذي حمى البلاد ووقف في وجه أعتى وأقذر إرهابيي العالم وأحبط مخططاتهم, فالاحتجاجات ستستمر ولن تتوقف, والمقاومة الشعبية تتعاظم يوما بعد يوم و لن تسمح لهم بتحقيق مآربهم الدنيئة.
ويتوهم هؤلاء المجرمون أن إمعانهم بالبطش والتنكيل سيحقق لهم أوهامهم، فالمحتل لن يدوم لهم وهو إلى زوال, وهم إذا لم يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان سيكون مصيرهم كمصير أي إرهابي أو محتل, فالمقاومة بدأت ولن تنطفئ جذوتها, ومن خلفها شعب أبي يرفض الذل والهوان, وجيش باسل ماض في مسيرة التحرير والبناء حتى تحرير كامل تراب الوطن من رجس الإرهاب وطرد كل غاز محتل.