الثورة أون لاين- ناصر منذر
حالة التورم الإرهابي التي تتملك ميليشيا العمالة “قسد”، تستحضر على الفور الإرهاب الصهيوني بكل أشكاله وأبعاده وأهدافه، وبمقارنة بسيطة بين طبيعة الجرائم التي يرتكبها مرتزقة “قسد” بحق أهالي الجزيرة، وبين الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، نجد أن تلك الجرائم متطابقة بالأسلوب وطريقة التنفيذ، ويرمي مرتكبوها لتحقيق هدف واحد مشترك، إضعاف الدولة السورية وتقسيمها، لتكريس وجود “قسد” وزرعها كقاعدة إرهاب متقدمة لأميركا والغرب، تكون موازية للاحتلال الصهيوني في المنطقة.
الكيان الصهيوني يمارس بشكل يومي سياسة الحصار والقتل والقمع، وسلب أراضي الفلسطينيين ومنازلهم، وتخريب مزروعاتهم، والدفع نحو تهجيرهم بشكل قسري، و”قسد” تحاكي بممارساتها الوحشية الجرائم الصهيونية ذاتها، تحاصر المدنيين كما هو الحال في الحسكة اليوم، وتمنع عنهم الخبز والدواء، وتدمر بيوتهم وتنهب محاصيلهم، وتستولي بقوة السلاح على ممتلكاتهم، وعلى المؤسسات والمباني الحكومية، وتتمادى بسياسة القتل واغتيال وجهاء العشائر العربية ورموزها، واختطاف الشبان والنساء، والزج بالأطفال في معسكرات التجنيد الإجباري بهدف إجبار أهالي المنطقة على ترك بيوتهم وأراضيهم، وهنا لا مجال للشك أبدا بأن مخططي تلك الجرائم ومنفذيها، يخضعون لأوامر تصدرها جهة إرهابية واحدة هي “الكيان الصهيوني”، بإشراف واضح ومعلن من قبل الولايات المتحدة.
أميركا والكيان الصهيوني هما راعيا الإرهاب في العالم، والغرب يساندهما لشرعنة هذا الإرهاب لتحقيق أغراض سياسية تخدم مخططات الهيمنة والتوسع، و”قسد” تم استيلادها من رحم هذا الإرهاب، لتكون بديلة عن “داعش والنصرة” خلال المرحلة القادمة، فهي تحتل بدعم من مشغلها المحتل الأميركي المنطقة الأكثر غنا بالثروات النفطية والغازية والزراعية، ومحاولات تكريس احتلالها لتلك المنطقة وشرعنته، هو أكبر تهديد لوحدة سورية أرضا وشعبا، وهو الهدف الأبرز من وراء الحرب الإرهابية التي تقودها الولايات المتحدة ضد سورية، ولذلك فإن كل ما ترتكبه تلك الميليشيا العميلة من جرائم، وعمليات تطهير عرقي، وتغيير ديموغرافي، وفرض مناهج تعليمية مخالفة، تلغي اللغة العربية، هو استجابة فعلية لما يمليه المشروع الصهيوني المراد تحقيقه في سورية.
ومن هنا فإن ميليشيا “قسد” تجسد في إرهابها المنظم والممنهح، ونزعتها الانفصالية، عملية استنساخ واضحة للكيان الصهيوني، لتشكل ركيزة المشروع التقسيمي، وما يعنيه ذلك من إعطاء مساحة أمان أوسع لقوات الاحتلال الأميركي.
ما تشهده منطقة الجزيرة السورية اليوم من حالة غليان وغضب شعبي تجاه ممارسات الميليشيا العميلة تؤسس لنواة مقاومة شعبية بدأت تتنامى وتتصاعد، هي مرحلة تحول مهمة في مواجهة المحتل الأميركي، وذراعه الإرهابي “قسد”، فمثل هذه المقاومة الحية، تعد الخيار الأنجع لاستعادة الأرض، وحماية السيادة الوطنية، فثقافة المقاومة متأصلة لدى الشعب السوري منذ الأزل، وجذوتها لم تنطفئ يوما، ولطالما اشتعلت بوجه كل غاصب ومحتل، وانتصرت.
التالي