تزخر ملاعبنا وأنديتنا الكروية باللاعبين الشباب الذين بدت علامات تميزهم ونقاط قوتهم داخل المستطيل الأخضر، وأثبتوا جدارتهم باللعب أمام الكبار وعلو كعبهم، وهؤلاء يمثلون روافد لأنديتهم واستمراريتها، وللمنتخبات الوطنية أيضاً؟! وكما يقول المختصون في الكرة وفنونها، إن هؤلاء الشباب مؤهلون لمسيرة كروية متميزة رغم حداثة سنهم، ولطالما كانت بلدنا خزاناً للمواهب الشابة والتي تقدم نفسها للعالم، ففي كل مرة نجد لاعباً جديداً يفرض نفسه في فرق كبيرة بالدوري الكروي ويسطع نجمه.
وثمة الكثير من اللاعبين الذين انطلقوا من الدوري السوري على غرار (السومة)، (خريبين).. وصولاً إلى (الخطيب) و(المواس)، وغيرهم ممن تمكنوا لاحقاً من فرض أنفسهم بمختلف الدوريات العربية والذين بدأوا مسيرتهم مع أندية لها باع طويل في الدوري الكروي على غرار الوحدة، الكرامة، الفتوة، وكل الأندية.
وعلى الجانب الآخر هناك الكثير من المواهب والخامات، والتي كانت مشروعات نجوم لم تكتمل، ولأسباب كثيرة منها ضعف الاهتمام وعدم وجود منهج صقل وإعداد علمي مدروس، فلم تتح لهم فرصة التألق والوصول إلى النجومية، وتحولوا إلى خسارة كبيرة لكرتنا؟! ولا يخفى على أحد أن أولى أولويات الأندية العملاقة اكتشاف المواهب وصقلها وإعداد القواعد وفق خطط علمية تعتمد على الجانبين البدني والمهاري في آن معاً، لكن كرتنا وأنديتنا ولاحقاً منتخباتنا تفتقد هذه الاستراتيجية، فلم يكن هناك أي اهتمام يذكر بالقواعد والفئات العمرية الصغيرة، ولا مدربين مختصين بالإعداد، ويبقى الاهتمام باللاعبين الكبار بحثاً عن لقب أو إنجاز خلبي؟!.
كثيرة هي المواهب الشابة التي سيكون لها شأن كبير في المستقبل المنظور، بقدرتها على الارتقاء وصنع الفارق تنتظر الالتفاتة من أنديتهم واتحاد الكرة لإظهار قدراتهم و تفجير طاقاتهم وتحقيق أحلامهم والتي تجب متابعتها وعدم حرمانها من التألق والذي يصب في بوتقة كرتنا في نهاية المطاف.
مابين السطور- سومر حنيش