حولت وسائل التواصل الاجتماعي جميع أفراد العائلة إلى مجرد تماثيل تجثم لساعات تحت سقف واحد دون أن تلقي بالاً لما يجري حولها ولا حتى تعير أي انتباه لمن يجلس بجانبها، وهذا الأمر يعد من أكبر الأخطار والآثار السلبية لما سمي خطأً (وسائل التواصل الاجتماعي) في حين أن الأصح تسميتها (وسائل الانقطاع أو الانفصال الاجتماعي).
لقد باعدت تلك الثقافات التي صدرها الغرب خصيصاً لشعوبنا من أجل تفكيكها وتدميرها من الداخل، باعدت بين أفراد العائلة الواحدة، وأحدثت شرخاً وتصدعاً كبيراً في المشاعر والأحاسيس والوجدانيات التي بات يلفها الصدأ والبرد الشديد، حيث أدى هذا الإدمان التكنولوجي إلى انكفاء الكثيرين وانزوائهم خلف أبوابهم المغلقة غير عابئين بما يدور ويجري خارج غرفتهم ومحيطهم، مع ملاحظة أن هذا الأمر لم يعد ينطبق ويتركز على شريحة الشباب والمراهقين فقط، بل تجاوز ذلك إلى شريحة الخمسينات والستينات.
من الأمور المهمة التي على الأبوين تحديداً القيام بها في ظروف الحرب والحصار والعقوبات، هي المحافظة على ترابط وتلاحم الأسرة ومنعها من الاختراق والتفكك أمام موجات الغزو الفكري والثقافي الغربي بكافة أشكاله وألوانه، والتي من شأنها أن تحمي الأسرة وتحصنها ضد كل الفيروسات المجتمعية التي تنشط وتتكاثر في بيئة الأزمات والحروب، وبالتالي تحافظ على ترابطها وتلاحمها.
إن التقارب الاجتماعي من شأنه أن يكسب جميع أفراد الأسرة مناعة وحصانة وطنية واجتماعية، وهذا يصب في خانة المحافظة على كينونة الأسرة كمنظومة مجتمعية قادرة على التأثير الإيجابي والوطني والأخلاقي بالمحيط الذي تعيش فيه في كل الظروف والمناسبات.
عين المجتمع- فردوس دياب