غياب ثقافة النقد

منذ أكثر من نصف قرن ونحن نشاهد مقالات وزوايا تنشر تحت عناوين مختلفة، وتتحدث عن غياب النقد، في شتى المجالات الإبداعية، ولم نشاهد ولا مقالة واحدة تتحدث عن غياب ثقافة النقد، وتبحث عن هموم النقاد ومشاكلهم وعدم وجود متلقين ومتابعين دائمين لهم، حتى بين العاملين في المجالات الفنية والأدبية، قادرين على استيعاب مفردات وإبداعات وفتوحات كتاباتهم، وإعطائهم جزءاً بسيطاً من حقهم، إلا في حالات استثنائية ونادرة.
ولهذا فالمشكلة ليست في النقد، وإنما في الذين يطلقون الأحكام المتسرعة والعشوائية، وغير القائمة على متابعة لما يكتب وينشر، وتصل الأحكام في أحيان كثيرة إلى حدود التجني، لعدم وجود أدلة وبراهين لدى من يدين هذا الناقد أو ذاك دون حق.
وأكبر دليل على غياب ثقافة النقد أو الكلمة وطغيان ثقافة الصورة أو اللوحة والمنحوتة وسواهما، يظهر حين يترافق افتتاح معرض، مع إصدار كتاب نقدي أو توثيقي عن الفنان نفسه، فمعظم الكتابات أو المتابعات الصحفية، تتناول المعرض وتتجاهل الحديث عن الكتاب، مع العلم أن المعارض تفتتح بشكل يومي، أما صدور كتاب نقدي فهو حالة استثنائية، وأحياناً تكاد تكون نادرة ولا تتكرر. والشيء نفسه نجده حين تنشر على صفحات التواصل، لوحة لفنان مع نص نقدي تحليلي لناقد معروف، حيث نجد التعقيبات تتركز على اللوحة، وتتجاهل النص التحليلي النقدي المرافق، حتى ولو كان ساحراً ومدهشاً ولأحد كبار النقاد. وفي هذه الحالة تنطبق عبارة (الإنسان عدو مايجهل) فعدم الالتفات للنص النقدي، غالبا ما يكون عن جهل، وعن عدم قدرة على استيعاب مفرداته ومصطلحاته وجمالياته وحداثته.
النقد هو حصيلة عصور من الرقي الإنساني، وهو آخر ما ظهر للوجود، والنقد الموضوعي، لايوجد إلا في المجتمعات المتحضرة جداً، لكن مجتمعاتنا لا تزال بعيدة كل البعد عن ثقافة النقد، والنقد عند العربي، لايزال وفي أكثر الأحيان، خاضعاً للأذواق الخاصة، ومن ينتقد بصدق وبموضوعية، يتهم بالخيانة والكفر والزندقة، خيانة تابوات وانتماءات ومعتقدات وأذواق عمياء غير قابلة للنقد، وهذا هو السبب الوحيد، لعدم تقدم المجتمعات العربية.
ولقد علمني عملي الطويل في الصحافة الورقية المطبوعة، ألا أضع فاصلة إلا في مكانها، وألا أستخدم علامات الاستفهام والتعجب أبداً، لأن الكلمة أكثر بلاغة في التعبير من كل هذه الإشارات، ولقد تعلمت من أساتذتي الكبار في النقد (فيصل سلطان وصلاح الدين محمد) أن أضع النقطة في مكانها، وأتوخى الدقة في وضع المعلومة، والمصداقية في تحليل وتشريح العمل الفني.

رؤية- أديب مخزوم

آخر الأخبار
اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية المربون يطالبون بالتعويض.. خسائر كبيرة تطول مزارع الأسماك في اللاذقية الزراعة المحمية في منبج.. خطوة لتعزيز الإنتاج الزراعي وتحسين دخل الفلاحين تخفيض الراتب السنوي لمعوقي الشلل الدماغي في طرطوس محليات..بعد نشر "الثورة" تحقيقاً عنه.. مشروع ري الباب وتادف في صدارة أولويات الإدارة المحلية المدارس الخاصة في طرطوس عبء على الأهالي تحديات جمة تواجه العمل الإنساني في الخدمة المجتمعية نحو اقتصاد سوري أكثر جاذبية واستدامة.. مؤتمر استشاري يبحث بوضع خطة للتنمية وبيئة استثمارية شاملة  ترتيبات لعقد قمة سلام بين روسيا وأوكرانيا.. وسط مسائل ونقاشات خلافية   حدائق دمشق بين الاستثمار والحفاظ عليها.. هل تتحول المتنفسات الخضراء إلى مشاريع تجارية؟! لبنان: نبحث كل الملفات مع سوريا ولا خلافات عميقة إحياء لذكرى مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية.. زيارة مقبرة الشهداء بزملكا.. ومحاسبة المجرمين المتور... مناورة أم ترتيب أولويات.. بكين تطمئن واشنطن عدم نيتها شن هجوم على تايوان  أبعاده تصل إلى المستهلك.. مرسوم الإعفاء من الرسوم الإضافية الكهربائية يلاقي ارتياحاً تكبيرات الغوطتين في ذكرى مجزرة الكيماوي .. رسالة رمزية تؤكد أن السوريين لم ينسوا "إسرائيل " تقر خطة احتلال غزة وتستدعي 60 ألف جندي للبدء بالتنفيذ