الثورة أون لاين – لميس عودة:
منذ ارتضت ميليشيا “قسد” الإرهابية المدعومة من قبل الاحتلال الأميركي أن تكون مطية طيعة لتنفيذ أجنداته العدوانية، وقبلت أن تمتهن الخيانة والعمالة سبيلاً وضيعاً لتحقيق مآربها الانفصالية، لا تزال تلك الميليشيا تمعن في ممارسة كل صنوف البطش العدواني والتنكيل والترويع بحق أهلنا في الجزيرة، متوهمة أن رفع حدة انتهاكاتها وزيادة منسوب التعديات بحقهم سيحقق لها أوهامها ويمكنها من فرض واقع تقسيمي هجين ومشوه على الخريطة السورية، متغافلة عن أن ما ترتكبه من فظائع وحشية سيزيد من عزيمة أهلنا وتصميمهم على اقتلاع شوكة المحتل وتلقين أدوات إرهابه دروساً موجعة، لأن الجغرافيا السورية واحدة موحدة, ولن يتمكن أصحاب المشروع التقسيمي من فصل عرى تماسكها وثباتها ولا النيل من متانة ترابطها.
فالصور والمشاهد للوقفات الاحتجاجية المشرفة ضد ممارسات “قسد” العدوانية، وتنامي المقاومة الشعبية في الجزيرة وخاصة في الحسكة التي يتعرض أبناؤها ومركز مدينتها إلى أبشع وسائل الترهيب والبطش والاعتقالات والتنكيل والحصار الجائر، تظهر بكل وضوح أنه مهما أمعن إرهابيو “قسد” في ارتكاب الجرائم وأوغلوا في انتهاكاتهم وتعدياتهم بحق أهلنا في الجزيرة، فإن إرادتهم وتصميمهم على التصدي لجرائم الاحتلال ومرتزقته لن تنكسر، وعزيمتهم لن تلين حتى دحر جميع المحتلين والغزاة وأدوات إرهابهم من الشرق السوري.
تفخيخ المشهد في الجزيرة السورية بديناميت التصعيد العدواني الذي تمارسه ميليشيا “قسد” لا يتم عن عبث في هذه المرحلة المفصلية التي لاح فيها بكل بوضوح اقتراب نهاية فصول الشر الإرهابي على الجغرافيا السورية، فثمة من يخطط في غرف عمليات الإرهاب الأميركي، ويوعز لمرتزقته للتنفيذ، فزمرة الإرهاب الأميركية ومحور العدوان بكل دوله التي تسير في الركب الأميركي يريدون للحرب الإرهابية على الشعب السوري أن تبقى مستعرة ليستثمروا فيها باللصوصية وسرقة ونهب مقدرات السوريين وعرقلة استكمال التحرير ومنع دوران عجلة التعافي.
المقامرة الأميركية الحالية الخاسرة المتمثلة في تسخين جبهة الجزيرة بتكثيف الاعتداءات، تأخذ طابع السعار المحموم لتغيير قواعد المواجهة التي تم ترسيخها ميدانياً، ومحاولة وأد الحراك الشعبي المشتعل غضباً رفضاً للممارسات العدوانية التي ترتكب، وللتضييق على المقاومة الشعبية ومحاولة تطويق مقومات صمودها، كونها بدأت تقض مضاجع المحتلين وتتصدى بحزم لمخططات إرهابيي “قسد”.
كل ما يجري من جرائم إرهابية وتصعيد عدواني في مدن وبلدات المنطقة الشرقية من الخريطة السورية، تخطط له واشنطن، وتصوغ سيناريوهات تنفيذه، لتبقى منطقة الجزيرة السورية على صفيح ساخن من فوضى إرهابية تضرب مقومات صمود أهلنا في الجزيرة الذين يثبتون كل يوم في وقفاتهم الاحتجاجية وفي تعاظم انتفاضتهم الشعبية أنهم سيبقون سداً منيعاً في وجه المشاريع الاستعمارية وضد مخططات التقسيم مهما عظمت التضحيات.