الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
حصار جائر وتعطيش وتجويع وقتل وقنص وخطف واعتقال، هو ما يمارسه إرهابيو ميليشيا “قسد” التابعة للاحتلال الأميركي بحق الأهالي والمدنيين في الحسكة والقامشلي ودير الزور والرقة، بينما يقف العالم مغمضاً عيونه عن تلك الجرائم الإرهابية بحق السوريين، وحقوقهم في الحياة، وحقهم في التخلص من الإرهاب، والعيش بأمن وأمان وسلام تحت راية الوطن.
هي ذات الممارسات الأميركية لا تختلف عنها بل تصب في سياق الاستراتيجية الأميركية العدائية تجاه السوريين وحقوقهم، عبر سياسة حصارهم وتجويعهم وتعطيشهم وفرض المزيد من العقوبات عليهم، فتحت حصار مستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع يحاول إرهابيو تلك الميليشيا الانفصالية ممارسة المزيد من البلطجة الأميركية وإرهابها والتنكيل بالسوريين الرافضين للوجود الأجنبي، حيث استشهد مواطن وأصيب ثلاثة آخرون جراء إطلاق تلك الميليشيا العميلة للاحتلال الرصاص على الأهالي المحتجين ضد الحصار الجائر الذي تفرضه على الأحياء السكنية في مدينتي الحسكة والقامشلي، حيث تمنع دخول المواد الغذائية والأدوية والطحين والوقود، وقد توقف مخبز الحسكة الأول والمخابز الخاصة منذ عدة أيام نتيجة منع تلك الميليشيا دخول الطحين والوقود ما يحرم نحو 100 ألف مدني من الخبز، إضافة لقيامها بشكل متعمد بمنع دخول التجهيزات الطبية والأدوية إلى المشافي والمراكز الصحية كمحاولة لترهيب السكان والضغط عليهم من أجل أجندات وأهداف خبيثة تستهدف وجودهم، وهذا كله يصب في سياق محاولة تهجير السكان كواحد من أخطر أهداف ما يستهدف منطقة الجزيرة السورية للاستيلاء عليها.
وفي ريف الرقة المحرر واصلت تلك الميليشيا العميلة قطع الكهرباء عن الأهالي لليوم العاشر على التوالي وذلك في إطار الضغوط التي تمارسها ضد المواطنين ولا سيما الفلاحين الذين تضررت مزروعاتهم ومحاصيلهم جراء توقف ضخ مياه الري بسبب قطع الكهرباء، وهو ما يترتب عليه مخاطر كارثية على حياة المنطقة وأهلها الذين استبشروا خيراً بعد معاودة تشغيل مشروع “المغلة” للري العام المنصرم من قبل الحكومة، ما دعم محاصيلهم الزراعية حينها وبخاصة القمح، فمع توقف هذا المشروع بسبب قطع المرتزقة الكهرباء عنه، ستنتج عنه آثار خطيرة على فلاحي المنطقة الذين أنفقوا منذ بداية موسم زراعة القمح وحتى الآن أكثر من مليار ليرة سورية كثمن بذار وسماد ومازوت وري وحراثة وغيرها من مستلزمات العملية الزراعية.
فلاحو المنطقة المتضررون أكدوا أن قطع الكهرباء يستهدف بالدرجة الأولى منتجي الحبوب ولا سيما القمح كي يتم وقف الإنتاج وإلحاق الخسائر بالفلاحين الذين يساهمون في تأمين جانب من الحاجة المحلية من القمح باعتبار أن الأراضي في هذه المنطقة تعد مصدر إنتاج مهماً لهذا المحصول الاستراتيجي.
الأمر لم يتوقف عند جريمة قطع الكهرباء عن المواطنين بل تعداها إلى قيام تلك العناصر الإرهابية إلى نزع وسرقة كابلات الشبكات الكهربائية بغية قطع الكهرباء بشكل نهائي وفق ما أكده محافظ الرقة عبد الرزاق خليفة، الذي بين أن الريف المحرر من المحافظة المتضرر جراء قطع الكهرباء يضم نحو 70 قرية تقع على سرير الضفة اليمنى لنهر الفرات بمسافة تمتد 47 كيلومتراً بدءاً من بلدة شنان وحتى قرية السويد.
هذا غيض من فيض الإرهاب الأميركي الذي تنفذه أدوات وميليشيا ومجموعات إرهابية بشكل يومي، كمسعى عدواني لاستمرار الإرهاب وكمحاولة لمنع سورية من مكافحة الإرهاب واسترداد حقوقها، عبر ممارسة المزيد من سياسات الضغوط والحصار بأنواعه وسط صمت دولي مريب، ولكن رغم كل جرائم الإرهاب والعدوان فإن السوريين باقون بأرضهم، والمقاومة الشعبية طريقهم المشروع لدحر المحتلين وأدواتهم.