الثورة أون لاين – سامر البوظة:
منذ ارتمائها في حضن المحتل الأميركي, وارتضائها أن تكون أداة في يده لتنفيذ مشاريعه الاستعمارية, تمضي ميليشيا “قسد” في خيانتها وفي أوهامها الانفصالية, وتواصل ممارساتها الإجرامية ضد الأهالي في المناطق التي تسيطر عليها في الجزيرة السورية, لا بل مارست بحقهم أبشع الموبقات والجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية, وكل ذلك أمام أعين العالم الذي يقف صامتاً ومتفرجاً, وأمام منظماته التي تدعي الإنسانية.
فلم تترك تلك العصابات موبقة إلا واقترفتها, ومارست كل أنواع القهر والبلطجة والتنكيل بحق الأهالي الآمنين, للضغط عليهم لترويعهم وتطويعهم خدمة لتنفيذ أوهامها الانفصالية, وفرض أجندات مشغليها الاستعمارية, بعد أن فشلوا في تحقيقها على الأرض طوال سنين الحرب الظالمة التي شنت على بلدنا, فنوعت في أساليبها وتفننت بإجرامها بحق أبناء الجزيرة من قتل وخطف واعتقالات تعسفية, إلى التهجير القسري للأهالي ونهب ممتلكاتهم, غير أنها لم تتمكن من ثنيهم عن مواقفهم وعن تمسكهم بأرضهم ووطنهم, فلجأت إلى التصعيد عبر الحصار الخانق الذي تفرضه على مدينة الحسكة وبعض الأحياء في مدينة القامشلي, ومنعها من دخول المواد التموينية والماء والغذاء والدواء وغيرها من الاحتياجات الأساسية اليومية وعلى رأسها مادة الطحين, وهو ما أدى إلى توقف الأفران في المدينة في انتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان ولكل المواثيق والأعراف الدولية.
ارتفاع وتيرة الممارسات الإجرامية لـ”قسد”, زاد من النقمة الشعبية عليها ومن حالة الغضب لدى الأهالي الذين خرجوا في مظاهرات احتجاجية واسعة ضد ممارساتها القمعية وجرائمها حيث بدأت تستشعر الخوف والخطر على وجودها الطارئ, وهو ما يدل عليه حملة المداهمات التي شنتها وإغلاقها للشوارع الرئيسية في المدينة وإقامة الحواجز داخلها وعلى أطرافها, ونشرها لأعداد كبيرة من مرتزقتها, لإرهاب الأهالي وتخويفهم, متناسية أن كل ممارساتها وإجرامها لن يحقق لها مرادها ولن يطفئ جذوة المقاومة عند شعب أبي يرفض الذل والهوان ومؤمن بوطنه وبجيشه الباسل الذي وقف في وجه الإرهاب العالمي وانتصر.
وتصعيد ” قسد” لإرهابها في الحسكة ليس من باب الصدفة, ولا سيما أنها تتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية, ومع محاولات إحياء عصابات “داعش” في البادية السورية وعلى طرفي الحدود السورية العراقية عبر تكثيفها للاعتداءات الإرهابية في المنطقة, وهي إن تدل على شيء فإنما تدل على أن ذلك تم بأمر عمليات من الإدارة الأميركية الجديدة وعلى رأسها جو بايدن, الذي تشير سياسات إدارته إلى أنه لا يريد الاعتراف بهزيمة المشروع الأميركي في سورية, وهذا لا يدع مجالاً للشك بأنه أسوأ من سلفه ترامب, وأن استراتيجيتهما وأهدافهما واحدة وهي خدمة الكيان الصهيوني ومشاريعه, و”قسد” ذراعهما لتحقيق أهدافهما الاستعمارية.