الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
ملحمة جديدة في الإقدام والعزيمة ودحر الإرهاب، يرسمها أهلنا في مدينة الحسكة بعد أن قاوموا بصمودهم وانتمائهم الصادق لوطنهم إرهاب (قسد) وأجبروها على رفع الحصار عن مدينتهم الصامدة، رغم مواصلة تلك الميليشيا الإرهابية إجراءاتها التعسفية بحق المدنيين ومنعها الشاحنات التي تحمل الطحين للأفران، ليرسموا بذلك أبعادا ومعاني عميقة ومختلفة للانتصار على الإرهاب، كما فعلت قبل ذلك كل المناطق والمدن السورية التي دنسها الإرهاب، والتي دحرته بعزيمة وصمود أهلها وتضحيات جيشنا الباسل وشهدائه الأبرار.
عدة أسابيع كانت كافية لتلقين الإرهابيين وداعميهم درساً جديداً في البطولة والتضحية والوطنية، لاسيما وأن أولئك المرتزقة كانوا ولا يزالون يراهنون على الغزاة والمحتلين لتحقيق أوهامهم وطموحاتهم الانفصالية والتي هي ضد حقائق الجغرافيا والتاريخ والعقل والمنطق.
هو بلا شك انتصار يحمل دلالات وابعادا كثيرة، كونه يأتي استكمالاً لانتصارات سابقة، ويشكل امتداداً لانتصارات لاحقة على ما تبقى من فلول الإرهاب ومرتزقته وأدواته، انطلاقا من دلالاته الكبيرة من حيث التوقيت والأهداف، خاصة وأنه يتزامن مع تصعيد ممنهج لكل منظومة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة التي تجهد للعبث بعناوين المشهد وبكافة السبل والوسائل بما يتناسب ويحاكي أهدافها الاحتلالية والاستعمارية في سورية والمنطقة.
لقد بات واضحاً إن سياسات منظومة الإرهاب بشكل عام، لاسيما ممارسات مرتزقة “قسد” الإرهابية المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي، هي تجسيد لواقع متأزم تعيشه تلك الأطراف مجتمعة، حيث الواقع بقواعده ومعادلاته أضحى أكبر من كل محاولاتهم المحمومة لتغييره والعبث به، وهو الأمر الذي يعكس حقيقة أضحت ساطعة وثابتة، وهي عجز أولئك المرتزقة والإرهابيين عن قلب الواقع وتبديل عناوينه، وهذه حقيقة عليهم فهمها وإدراكها جيداً، أي إن كل ممارساتهم الإرهابية التي تهدف إلى مراكمة الوجع والضغط والحصار والعبث بحوامل المشهد، هي محاولات مصيرها كسابقاتها الفشل المحتوم، وهي بالتالي مراكمة للهزيمة والإرهاب والإفلاس.
يذكر أن ميليشيا (قسد) الإرهابية عمدت بعد ساعات من بدء رفع حصارها الجائر على المدنيين في حيي حلكو وطي إلى إعادة نصب حواجزها عند فرن البعث ومدينة الشباب وشارع البرج عند دوار المحكمة إضافة إلى التضييق على المدنيين من خلال تشديد إجراءاتها التعسفية على عدد من الحواجز الواقعة في مداخل الأحياء، حيث لا تزال الميليشيا تمنع الشاحنات التي تحمل الطحين من دخول مركز مدينة الحسكة وفرن البعث، وبالتالي استمرار توقف الأفران العامة والخاصة عن العمل.