الثورة أون لاين – رويدة سليمان:
رغم الهزات العنيفة التي تعرضت لها الأسرة السورية من فقد لرب الأسرة أو الأم أو ابن أوأكثر ، ومعاناة من غربة روحية ألقت بها في متاهات بعيدة وبلاد جديدة وحنين إلى المكان واللسان أشد لوعة ، رغم المحاولات البائسة واليائسة من الأعداء والعملاء لحصار لقمة العيش وسبل تحصيلها ..
إلا أنه ورغم أنف المتآمرين على بلدنا استطاعت هذه الأسرة السورية بكل خصوصيتها الوطنية تجاوز واقع الحزن والقهر بتصميم وإصرار على الحياة ويقين النصر ، ومجابهة أساليب العدو من تشويه وتشويش للحقائق والوقائع بوعي .. متسلحة بالقيم الوطنية والأخلاقية التي تربت عليها أبا عن جد ، بل أبعد من ذلك نجد الأسرة ماتزال كما تؤكد خريطة رأي أغلب الأصدقاء والمعارف أنها كانت وستبقى قلب الحياة النابض ولهفة حب ولمسة عطف يتجلى بالحنان المعروف الذي تغدقه الأم على أبنائها ، أو بالدفء والاحترام الذي يتعامل به قطبا العائلة الأب والأم ، وتلك الجلسات المرحة والسعيدة حول المائدة أوقلق الأخوة على بعضهم أثناء المرض أوغياب غير مبرر .
إذ لاتزال الأسرة السورية تحتفظ بتقاليدها العريقة وقيمها الإنسانية من خلال تريية الأبناء بماينسجم مع قيم المجتمع وأنظمته وأعرافه ، بترسيخ الإيجابيات في القيم الاجتماعية ، وتجاوز السلبيات وهي بذلك وإن واكبت حتميات التطور والرقي وفتحت نوافذ المعرفة لأبنائها على كل اتجاهات استطاعت أن تحميهم من رياح الغزو الثقافي ، ولايمكن للرقابة مهما تشددت أن تمنع هذا الوافد الرافد ، ولاحصانة لنا إلا قيمنا الأخلاقية .
كل ماتتعرض له الأسرة من تعب وإرهاق وقسوة الكدح في اشتباك حياتي مرير ، يذيبه فرح اللقاء الأسري في بيت ، هو ليس سقف وجدران .. هو ذكريات وأحلام وآمال وآلام مشتركة ..
هو واحة وارفة الظلال ، تحصن ضد متاعب الحياة وقلق العصر في مجالس دفء وتبادل مثمر للخبرات .
الأسرة الحلقة الأقوى في تحصين المجتمع من الأخطار الداخلية والخارجية والحد من الظواهر الاجتماعية المرضية كالتسول والتشرد والتسرب والعمالة وغيرها ، كلما هانت سبل العيش والاكتفاء الحياتي وتوفرت الأسس النفسية والمادية لتأسيس عائلة سلم المجتمع من ضغوط الظروف الراهنة للأزمة ، والمطلوب من المعنيين ليس بمستحيل على الأقل فيما يخص سباق الأسعار غير المتكافئ مع راتب مواطن لاحول ولاقوة شرائية له وقد تعددت وتنوعت الوعود والتصريحات والتطمينات لضبط الأسعار وحماية المستهلك