هل يفعلها بايدن؟

اتسمت سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل عام بالتطرف والتهور الذي عكس شخصيته الإشكالية التي تجلت بأبهى صورها عندما حرض مناصريه على اقتحام الكونغرس الأمريكي احتجاجاً على خسارته الانتخابات الرئاسية، ولم تكن سورية بمعزل عن هذه السياسة التي فاقمت الفوضى والتطرف في العالم.
لكن مع الدخول الصعب للرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض وسط الأجواء المشحونة التي تركها ترامب في الداخل الأمريكي والعالم، يبدو أن الإدارة الأمريكية الجديدة تنحو إلى فك الارتباط بالعديد من السياسات التي انتهجتها واشنطن في عهد الرئيس السابق دون تحولات كبرى بطبيعة الحال.
فالرئيس الجديد بدأ بتوقيع سلسلة أوامر تبطل مفاعيل قرارات اتخذها ترامب تتعلق بالداخل الأمريكي والمنظمات الدولية كالعودة إلى منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ التي انسحب منها سلفه.
لكن ما يعنينا هو موقف الإدارة الأمريكية من القضايا المتعلقة بالمنطقة العربية وبسورية بشكل خاص، لذلك كان إعلان بايدن في خطاب السياسة الخارجية الأمريكية عن وقف دعم بلاده للحرب السعودية على اليمن مؤشراً جيداً فيما لو صدقت النوايا لأن من شأن ذلك أن يفسح المجال لوقف هذه الحرب المدمرة التي جوّعت اليمنيين وأزهقت حياة مئات الآلاف منهم وشردت أضعافهم وقضت على البنى التحتية في أهم المدن اليمنية.
كان لافتاً عدم تطرق بايدن للوضع في سورية في كلمته عن سياسة إدارته الخارجية والتي فسرها البعض أن سورية لم تعد في سلم أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، فيما رآها آخرون بأنها قد تكون بداية لفك ارتباط الإدارة الجديدة مع سياسة ترامب التي زادت من دعم الإرهابيين في سورية على مدى أربع سنوات وقادت هجماتهم ضد الجيش العربي السوري.
ما يؤكد هذه الفرضية ما أعلنه البنتاغون على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع جون كيربي للصحفيين أمس بأن حماية النفط في المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمريكية مع الميليشيات الانفصالية لم تعد هدفاً للقوات الأمريكية المنتشرة في سورية في تراجع عن الأهداف التي أعلنها ترامب أكثر من مرة عن مهمة تلك القوات المحتلة في سورية.
ليس هذا فحسب، فقد امتنع وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكن في رد على سؤال لمحطة (سي إن إن) الأمريكية عن تأييد الإدارة الجديدة لاعتراف ترامب بسيادة “إسرائيل” على الجولان السوري المحتل معتبراً أن الحديث عن القضايا من الجانب القانوني يختلف عن الحديث عن الأمر الواقع ويحتاج لبحث مستقبلاً.
لم نشك يوماً أن واشنطن ستكون في صف كيان الاحتلال الغاصب مهما اختلفت الإدارات، لكن إذا أرادت الإدارة الجديدة في البيت الأبيض أن يستعاد الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام عليها أن تعيد النظر بشكل فعلي بسياساتها التخريبية والتوقف عن دعم الإرهاب ونشر الفوضى وإثارة الحروب والعودة إلى الحوار القائم على الاحترام المتبادل بين الدول والشعوب وعبر المنظمات الدولية الضامنة للسلام والاستقرار في العالم.

إضاءات- عبد الرحيم أحمد

 

آخر الأخبار
بيان أممي: رفع العقوبات فرصة لإعادة بناء سوريا واستقرارها  التربية تبحث خطط ترميم المدارس في حماة "الغارديان" تنتقد الرواية الإسرائيلية حول تكذيب المجاعة في غزة.. ماذا قالت؟  إعلام أميركي: دبلوماسية ترامب تحقق نتائج ملموسة في "الشرق الأوسط"  The Associated Press: ماذا يعني رفع العقوبات الأميركية عن سوريا؟ نحتاج إلى عملية بناء داخلية.. خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": رفع العقوبات نقطة بدء لمرحلة جديدة   العراق والإمارات: ندعم تحقيق الاستقرار في سوريا ورفع العقوبات يعزز ازدهارها بين المنزل والعمل.. صحفيات يكسرن الصورة النمطية ويحققن التوازن "الهجرة الدولية": سوريا بحاجة ماسة للدعم من أجل تعافيها ما بين "بيت أبو احمد" و" ماكدونالدز".. المساكن المسبقة الصنع تنهي عقوداً من الانتظار الخبير شعبو لـ"الثورة": انخفاض سعر الصرف وهمي لا يسهم بتخفيض الأسعار أهالٍ من طرطوس: بعد رفع العقوبات.. الحلم يتحقق والأمل بمستقبل زاهر وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل: قريباً.. هيئة للعدالة الانتقالية ومنصة لسوق العمل الدولار يتراقص على إيقاع السياسة جيب المواطن على المحك... هل تنقذنا الليرة؟ الأصول المجمدة.. كيف سيستعيدها المركزي بعد رفع العقوبات؟  مدير نقل دمشق: رفع العقوبات سينهض بالقطاع إلى مستويات جيدة د. أيوب لـ"الثورة": رفع العقوبات خطوة "ذهبية" لاستعادة العافية مرحلة جديدة للشعب السوري.. المحامي حميدو لـ"الثورة": ينعش الآمال المعيشية "رحلة انتصار"... رسائل توثق الذاكرة السورية زينة الرجال الأغبياء ... أبرياء يدفعون ثمن الرصاص الطائش..