الثورة أون لاين – سامر البوظة :
يواصل نظام اردوغان الإخواني ممارساته اللاأخلاقية وجرائمه بحق الشعب السوري, عبر مضيه بانتهاكاته الفاضحة للقوانين والأعراف الدولية مستغلا تراخي المجتمع الدولي وتعاميه الواضح عن تلك الجرائم والانتهاكات, تلك الممارسات والجرائم التي لم يتوقف عنها يوما منذ بدء عدوانه على سورية, والتي شكلت خلال السنوات الماضية ولاتزال نموذجا صارخا للاستهتار بأدنى القيم الحضارية والأخلاقية وبالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة, إن كان عبر احتلاله غير الشرعي للأراضي السورية وتدمير المدن والقرى وتهجير أهاليها, أو من خلال تهريبه للإرهابيين وتجنيدهم وتقديم كل أنواع الدعم لهم خدمة لتحقيق أطماعه وأوهامه العثمانية البغيضة.
واليوم يمارس المجرم أردوغان النهج ذاته الذي سار عليه أجداده البائدون, مستخدما الأساليب العدوانية والعنصرية نفسها التي اتبعوها في البلدان التي احتلوها أو في المناطق التي كانت تخضع لسيطرتهم, بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية التي جندها لتحقيق أوهامه, وذلك من خلال انتهاج سياسة التتريك وترسيخها عبر فرض اللغة التركية وإطلاق أسماء تركية على المناطق التي احتلتها قواته وعلى المؤسسات الحكومية، ورفع علم الاحتلال التركي عليها، بالإضافة إلى افتتاح المدارس وفروع للجامعات التركية في المناطق التي احتلها, والتي تمثلت مؤخرا بالقرار الذي أصدره أردوغان والذي يقضي بافتتاح كلية ومعهد عال يتبعان لجامعة اسطنبول وذلك في بلدة الراعي بريف محافظة حلب الشمالي, ناهيك عن إحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة عبر تهجير السكان المحليين للقرى والبلدات وإسكان الإرهابيين وأسرهم فيها, إضافة إلى مساعدة الإرهابيين في سرقة ونهب ممتلكات الأهالي ومحاصيلهم وابتزازهم عبر خطف أبنائهم والإفراج عنهم لقاء مبالغ مالية كبيرة.
إن ممارسات نظام أردوغان اللاأخلاقية تلك, تفضح نواياه الخبيثة التي يسعى من خلالها إلى ترسيخ واقع الاحتلال, وهي تأتي استكمالا لسلسلة من الإجراءات اللاقانونية التي قام بها هذا النظام منذ بداية عدوانه السافر على الأراضي السورية, وتمثلت في إقامة كانتونات إرهابية تابعة له على حساب وحدة سورية وسلامة أراضيها، كما يجري اليوم في إدلب وعفرين ومناطق أخرى حدودية في شمال الحسكة والرقة، حيث يرفع أعلام نظامه ويفرض قوانينه على الأراضي التي يسيطر عليها حاليا ويضغط على الأهالي لتهجيرهم بالقوة, كما قام بإنشاء فرع لمؤسسة البريد التركية في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي التي احتلتها قواته ومرتزقته, بالإضافة إلى نشر شبكات للاتصالات التركية, وغيرها الكثير من الممارسات الإجرامية.
إن تلك الممارسات والجرائم تشكل في الوقت نفسه انتهاكا خطيرا للمواثيق والأعراف الدولية, و الغريب أن المجتمع الدولي ممثلا بمنظماته الحقوقية والإنسانية لم يحرك ساكنا إزاء كل الجرائم, بل إلى الآن يقف موقف المتفرج, ما يضع العديد من التساؤلات حول مصداقية هذه المؤسسات التي هي مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى للقيام بمسؤولياتها بوضع حد لسلوك هذا النظام الإرهابي.