الثورة أون لاين – هنادة الحصري:
لا يخفى على أحد أن أول أهداف الحرب العدوانية على سورية كان العمل على تمزيق النسيج المجتمعي والأسري الذي يتميز به السوريون .. وبالتالي العمل على اختراق ما يستطيعون اختراقه فعلاً ..
لكنهم أخفقوا بكل وسائلهم الإعلام ومشتقاته التي نراها اليوم اكثر أدوات الليبرالية الحديثة تأثيراً وقدرة على الفتك .. هذا ما جعل سورية ترفع الصوت عالياً وتعمل على تحصين المجتمع والدعوة لأن يكون ذلك بدءاً من الأسرة التي هي ركن أساس من أركان المجتمع ..
وبالتأكيد الأم هي صلب هذا التحصين وهي الربان الذي يجب ألا يفقد البوصلة
وقد عملت المجموعات الإرهابية على استهداف المرأة ودورها أما وزوجة وأختا .. بكل أداورها .
وكانت غاية الفكر التكفيري امتهان الكرامة الإنسانية وأولها كرامة الأم التي تعني كرامة المجتمع والأمة .
وهذا ما جعل القلق يتزايد يوماً بعد يوم من تدهور حقوق المرأة في ظل التحولات السياسية وجنون الإرهاب الذي يضرب المنطقة .
و هذا الواقع كما وصفه أحد المتابعين له : ” إن هناك قدراً كبيراً من الإحباط و الشعور بأن المعركة هي أكثر قسوة مما ظن الناس .. موضحاً أن الإحباط كبير لوجود قوى عديدة رفضت تضمين حقوق النساء في الدستور ، و أرادت وضعها في إطار ضيق .
و إذا عدنا إلى تاريخ المرأة نرى أنها وراء كل حركة و تغيير و تجديد في كل مراحل التاريخ ، فالمرأة كانت الشجاعة والتضحية من أجل نشر النور و الحرية و إزالة الظلم و العبودية .
و لكن الذي حصل فيما بعد و في غفلة من الزمن أننا أهملنا قيمنا الروحية و الإنسانية الحضارية ، وقد غدت في بعض المراحل مجرد جارية ملك يمين ناقصة عقل و دين ، و مجرد سلعة تباع ، ووليمة تقدم ، و للأسف تدخلت قوى الظلام و الإرهاب المتخلفة و اخترقت الثورة ، و ظهرت فتاوى بما سمي جهاد النكاح و التي هي عار على الإنسانية عامة وبحق من أطلقها وروج لها …
واذا كان لابد من الخروج من هذه اللوثة الأخلاقية .. فلابد من العمل على الأسرة وتعزيز القيم الاجتماعية والوطنية ، والأم هي المفتاح والركن الأساس في هذا ..
وهنا يأتي دور الجميع .. كتفاً إلى كتف ليبقى المجتمع صامداً قادراً على المواجهة