الثورة أون لاين:
توقف الكثيرون عند التحديات التي تواجه اللغة العربية في العصر الحديث، وقدموا آراء ودراسات مهمة، ومن هؤلاء
الباحث محمد قجه إذ نشر بحثا مهما تحت عنوان (اللغة العربية والتحديات التي تواجهها) نشره في مجلة المعرفة السورية عدد (685) ولأهمية ما فيه يمكن إنجاز بعض من محاوره ومنها..
تحدي الذوبان في نطاق العولمة الثقافية.. من الملاحظ أن العقود الأخيرة قد شهدت تسارعا في موت كثير من اللغات ، وتهميش بعضها الآخر ، ومحاولة زعزعة الثوابت لدى لغات أخرى ، وسواء أكان ذلك يتم عن سابق عمد وإصرار ،أم يأتي نتيجة عدم التكافؤ الثقافي والتقني ، فإن النتيجة واحدة ، وهي أن مئات اللغات قد انقرضت ، ولاسيما في إفريقيا وأمريكا اللاتينية ، وانقرضت معها أشكال شتى من التراث الثقافي المادي وغير المادي ، بما في ذلك من حكايات وأمثال وأغان وعادات وتقاليد.
ومن التحديات التي ذكرها الباحث أيضا التحدي السياسي: إن اللغة هي العنصر الأول في بناء شخصية الأمة وتكوين ثقافتها وانتمائها الحضاري والقومي ، وليس الانتماء عرقا ولا نسبا ، بل هو ثقافة وحضارة ولسان ، واللغة العربية في هذا المجال هي الدرع الوطني الذي يحمي الشخصية القومية ويربط الماضي بالحاضر والمستقبل ، وهي الوعاء الثقافي الذي يشكل التراث المحدد للهوية والمميز لها ،ولقد رأينا أن أول ما فعله المستعمر في بعض الأقطار العربية هو تغييب اللغة الوطنية وعزلها وتهميشها وفرض لغة المحتل.
ويأتي في هذا المجال كذلك تغييب التاريخ الوطني وتهميشه ، وصولا إلى تهميش الشخصية الوطنية وإشعارها بالنقص والدونية ، ما سهل تبعيتها لقوى المستعمر ، وفي مجال البعد السياسي كذلك نلاحظ دور التعريب في وحدة العمل العربي فكريا وسياسيا وهموميا ونضالا ، ولاسيما في زمن الطفرة الإعلامية والقنوات الفضائية إذ تغدو اللغة الواحدة أرضية صلبة للوحدة السياسية والحضارية.
وتناول الباحث عددا من التحديات التي تواجه اللغة منها التحدي الإنساني .. التحدي التعليمي والأكاديمي .. التحدي الاقتصادي ..التحدي الإعلامي ..تحدي الفصحى والعامية.
علاء الدين محمد