استمرأ الكيان الصهيوني التدخل المباشر لدعم ومساندة العصابات الإرهابية كلما أحاقت بها الهزيمة, ومن يستعرض ما قام به منذ سنتين ونيف, من تكثيف للغارات يجد التطابق التام في الحالات التي يشن فيها عدوانه الغادر, عصابات إرهابية تلفظ أنفاسها على الأرض, وتندحر إلى غير رجعة, فيتدخل المشغل الأساسي لها.
وعدوان ليل أمس ليس خارج اللعبة نفسها, لكنه هذه المرة يبدو أكثر من تنسيق ميداني وعملي, مع العصابات الإرهابية وحدها, بل مع مجموعة ممن باعوا أنفسهم للشيطان والخيانة, واستمرؤوا أن يكونوا دائما تحت الطلب للإساءة لأوطانهم وشعوبهم, هذا ينطبق على كل من يغدر بوطنه, أينما كان وحل وكيفما توجه, ولم يعرف التاريخ من هو أكثر قذارة ممن يفرح بالعدوان على وطنه, وليس هذا بل يذهب إلى طلب تجديد العدوان والحصار على الشعب الذي يقاوم الاستكبار العالمي.
هؤلاء (من يفعلون ذلك) جزء من العدوان, بل المكون الأساسي له, تحريضاً وتنفيذاً ومتابعةً, ومع ما تقوم به عصابات قسد يكتمل العدوان الثلاثي الذي يصل حد الإبادات الجماعية فعندما تحاصر شعباً وتعمل على منع الدواء والغذاء وكل ما يمده من أسباب الحياة, هذا جريمة حرب كبرى و ليتدخل الكيان الصهيوني بوقت الغدر ويكمل المهمة, وعلى ما يبدو أن المرحلة القادمة ستكشف الكثير من خياناتهم, وأساليب عدوانهم, ولكن كما يقال: من قصد البحر استقل السواقيا, بمعنى آخر, نحن النصر الحقيقي والمنجز, وما قطعناه من أشواط في ترسيخ نصرنا لن يحول دون إكماله من (يهاوش) نيابة عن مشغله, وحتى المشغل بتدخله المباشر, لن يكون إلا مهزوماً.
من نبض الحدث – ديب علي حسن