الثورة أون لاين- يمن سليمان عباس:
ويارب من اجل الطفولة وحدها أفض بركات السلم شرقا ومغربا.. من منا لايحفظ هذا البيت , ويترنم به أطفال اليوم صناع الحياة غدا , هم مستقبلنا , واي مستقبل لايكون حافلا بالمعرفة والعلم , هو بالتأكيد مستقبل الجهل والخوف والمرض , من هنا تسعى الامم والشعوب إلى الاستثمار في العقول وتنميتها , ولسنا في سورية أقل من اي دولة في العالم , لدينا العقول ,ولدينا الطفولة التي يجب أن نعمل عليها .
طفل اليوم الذي أغرقه التقدم التقني بكل ما يبعده عن الحرف والقراءة وشغف الكتاب مسؤولية جماعية علينا أن نعمل على إنقاذه من براثن الفتك الأزرق , وفي هذا المجال يحضرني ما قرأته من أن سيدة سألت صديقتها : أرى أبناءك يقرؤون دائما , وهم يافعون , كيف أقنعتهم بذلك؟
فكان الرد :لم أفعل شيئا أبدا , كبروا وهم يروني أمسك كتابا , اقرأ واتصفح , تعلموا ذلك , قلدوني بالقراءة والكتابة , وهاهم الآن يعيشون طفولتهم هذه والكتاب رفيقهم , بمعنى آخر : نحن القدوة لأطفالنا, ما نفعله يقلدونه. ومن الحكايا المفيدة في هذا المجال وتروى أن أبا قال لابنه ” انتبه يا بني على وقع خطواتك , فرد الابن : لا تخش يا ابي, ها أنا اسير وراءك تماما , على خطاك , إذن نحن القدوة التي لايمكن لأطفالنا أن يخروجوا عن بعض خطواتها.
من هنا يمكنني الدخول إلى عوالم الطفل وتجربتنا في البيت مع أحفادنا , منذ اليوم الاول , كان جدهم يحملهم إلى المكتبة يعبر بهم سريعا إلى الغرف الأخرى كافة , وكل فترة من الزمن مع نمو الحواس يكرر التجربة مرات ومرات , اساعده بذلك , حين أضع كتبا مزينة بصور على المنضدة , وأقرأ لحفيدتي قصصا شائقة.. بدأت ذلك مع حفيدتي الأولى, ومن ثم الثانية , ولم تمض فترة من الزمن , حتى كان هاجس الحفيدتين البحث عن قصص جديدة , واستطاعتا القراءة السريعة ,وتمثيل دور المعلمة والتلاميذ , في سرد القصص والحكايا , وسؤال التلميذ : ماذا قرأت في العطلة؟
احك لنا حكاية جميلة , وعلى الخطى نفسها , كان الحفيد الثالث وقد دلف نصف العام الثاني من عمره , يقلد أختيه , يمسك المجلة , ويثغو قليلا , وحين يصطحبه جده إلى البيت , يهرع سريعا إلى أكداس الكتب يجيل طرفه ,ويمسك بغلاف كتاب , أنادي جده : سوف يمزقه , فيرد مبتسما على غير عصبيته : دعيه , ليمسك الكتاب ليفعل ما يريد , بروية وهدوء يختار له مجلة تحمل الكثير من الصور , يقلب الصغير صفحات منها , ليلتقط غيرها.
ما أريد أن أقوله : إننا مسؤولون عما ينشأ عليه ابناؤنا , لنكن قادرين على صناعة الامل صناعة اليوم بتربية أطفالنا , أو احفادنا بالقدوة الحسنة , تعني أننا نبني الغد الأجمل.