الثورة أون لاين – دينا الحمد:
كل المؤشرات والتصريحات الصادرة من واشنطن هذه الأيام تؤكد أن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن ماضية في عدوانها على الشعب السوري، فهي تستمر في حصارها له، وسرقة ثرواته، وبناء المزيد من القواعد العسكرية غير الشرعية لترسيخ احتلالها لأراض سورية غزتها على مراحل، واتخاذها منطلقاً لتدريب الإرهابيين ونقلهم إلى مناطق شتى داخل سورية وخارجها لاستثمارهم هنا وهناك بما يخدم سياساتها الاستعمارية.
وأما ما تقوله هذه الإدارة المخادعة عما أسمته “إنهاء مسؤوليتها المزعومة عن حماية المنشآت النفطية السورية”، وأن لها مقاربة جديدة للأحداث تختلف عن مقاربة إدارة ترامب ورؤيتها فليست سوى أكاذيب لا وجود لها على أرض الواقع الذي تحاول واشنطن رسمه اليوم كما تشتهي أطماعها.
ففي خطوة جديدة تعبر عن خرق إدارة بايدن لكل القوانين وانتهاكها للشرائع والأعراف الدولية فقد أقدمت قواتها المحتلة على البدء بإنشاء قاعدة جديدة لها في منطقة المالكية بأقصى شمال شرق الحسكة لتعزيز وجودها غير الشرعي في الجزيرة، واتخاذها منطلقاً لمروحياتها وطائراتها التي ترهب السوريين وتسرق ثرواتهم، ومكاناً لتدريب إرهابييها ومرتزقتها، حيث أرسلت خلال الأيام القليلة الماضية مزيداً من التعزيزات العسكرية تضمنت ستين مدرعة ومصفحة إضافة إلى آليات هندسية ثقيلة للقيام بأعمال الحفر والتسوية وبناء السواتر في المنطقة الواقعة جنوب غرب عين ديوار في المثلث الحدودي الواقع بين سورية والعراق وتركيا، وقبل ثلاثة أسابيع رأيناها وقد شرعت أيضاً بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة لها في منطقة اليعربية بريف الحسكة.
القاعدة العسكرية الجديدة وغير الشرعية في المالكية لها أهداف كثيرة، مثلها مثل بقية القواعد التي بنتها قوات الغزو الأميركي على الأراضي السورية، أولها تعزيز نقاط الاحتلال الأميركي ومواقع تمركزه في محيط حقول النفط وذلك لضمان استمرار عمليات نهبه وتأمين الطرق التي تستخدمها بعمليات السرقة من خلال المعابر غير الشرعية التي أحدثتها لهذه الغاية في ريف الحسكة الشرقي، ولهذا السبب فإن تصريحات البنتاغون الأخيرة حول نية واشنطن إنهاء ما سمته حماية المنشآت النفطية ما هي إلا ذر للرماد في العيون وكذب واضح، لأن من يريد أن يفعل ذلك يسحب قواته الغازية ولا يبني قواعد جديدة لها قرب حقول النفط للاستمرار في سرقتها.
وتشير الأخبار الموثقة أن قوات الاحتلال الأميركي عمدت أيضاً في الأيام الأخيرة إلى إنشاء مطار عسكري تابع لقاعدتها في منطقة حقل العمر النفطي بريف مدينة دير الزور الشرقي وذلك في إطار المخطط الأميركي الرامي إلى استمرار دعم التنظيمات الإرهابية وسرقة الثروات.
لا بل إن اللافت في الأمر أن الصحافة الأميركية والمواقع الغربية ذاتها كذلك الروسية أشارت إلى هذه الأهداف وإلى الكذب الأميركي حول هذه القضية، فقد نقل موقع “New Eastern Outlook” الروسي هذه الحقيقة قائلاً: “رغم تصريحات إدارة ترامب السابقة بشأن انسحاب القوات الأميركية من سورية، تلكأ البنتاغون بمغادرة المناطق النفطية، بذريعة حمايتها من إرهابيي داعش، بالإضافة إلى ذلك، نقلت الولايات المتحدة المئات من قواتها من العراق إلى محافظة دير الزور، وبدأت مؤخراً ببناء قاعدة جوية جديدة بالقرب من المناطق السكنية للسوريين في حقل العمر النفطي، وبذلك ستكون تلك القاعدة الجوية القاعدة الأكبر حيث تهبط قوات الطيران العسكرية فيها، وتصبح قاعدة للنقل الجوي، ليتبين أن نية أميركا تتمثل في ترسيخ وجودها العسكري في المناطق النفطية على وجه الخصوص”.
هكذا تظهر إذاً تفاصيل الزيف الذي تدعيه إدارة جو بايدن حول إنهاء ما سمته حمايتها للمنشآت النفطية السورية، وتظهر معها السياسات العدوانية على سورية بشكل صارخ، وتبدو سياسة بايدن وكأنها نسخة “فوتوكوبي” عن سياسة سلفه الأرعن ترامب، تحتل، وتعتدي، وتسرق النفط، وتوسع القواعد غير الشرعية، وتبني المزيد منها، كي تطيل أمد احتلالها، وترسم خرائط المنطقة كما تشتهي دوائرها الصهيونية.