الثورة أون لاين- ادمون الشدايدة:
يبدو أن تبرئة دونالد ترامب قد أطلقت يده مجدداً لإعادة ممارسة طقوس العربدة التي أمتهنها طوال سنوات ولايته، فهو يعيد اليوم إظهار وجهه الديكتاتوري ضد بعض أعضاء حزبه الجمهوري ممن حملوه مسؤولية اقتحام الكابيتول من خلال تحريض أنصاره على اللجوء إلى الفوضى والعنف لسرقة الفوز من خصمه ” الديمقراطي” جو بايدين، الأمر الذي كشف الوجه الحقيقي للديمقراطية الأميركية المزعومة.
ترامب الحاقد على الجميع بمن فيهم أنصاره، وفي دلالة واضحة على حالة الانقسام العاصفة بصفوف الحزب الجمهوري، أعلن اليوم حربه المفتوحة على زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، ردا على اتهامه له بأنه مسؤول عن اقتحام مبنى الكونغرس، ما يؤكد أن لعنة ترامب ستظل تلاحق الجمهوريين إلى زمن طويل.
وهذه الحرب بدأها ترامب عبر بيان يتضمن انتقادات حادة لميتش، بعدما كان قد التزم شبه صمت مطبق منذ خروجه من البيت الأبيض في 20 كانون الثاني.
وعلى الرغم من تصويت ماكونيل مع تبرئة ترامب، إلا أن فعلته تلك يبدو أنها لم تشفع له ولن تبعده عن هجوم ترامب وتوجيه الاتهامات اللاذعة له والسخرية منه ومن قدراته، فقد كتب ترامب الذي قدم نفسه على أنه أفضل رصيد لحزبه لاستعادة السيطرة على الكونغرس في 2022، أن ميتش سياسي متجهم لا يبتسم أبدا وإذا بقي الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ معه فلن يفوزوا بعد الآن.
ولم يكتف ترامب بهذا الحد بل دعا أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى عزل زعيمهم ميتش ماكونيل، كما وسع نطاق هجومه ليشمل زوجته، وزيرة النقل السابقة إيلين تشاو، وفي أيلول 2019 استهدف تحقيق برلماني تشاو بشبهة استغلالها منصبها الوزاري لتعزيز مصالح شركة شحن تمتلكها عائلتها، ولاسيّما في الصين.
وكان ميتش ماكونيل قد صوت من جهته مع تبرئة ترامب لأنه اعتبر أن مجلس الشيوخ ليس مخولا الحكم على رئيس سابق، لكنه قال في الوقت نفسه أن ترامب مسؤول عن اقتحام الكابيتول، وهو من قام بتغذية مثيري الشغب بالأكاذيب، وبدلاً من إيقاف المشاغبين والمعتدين كان ترامب سعيداً بالفوضى.
ذلك المشهد من التعاطي والطلاق العلني بين الرجلين، يؤكد مجدداً الشرخ الحاصل ضمن الحزب الجمهوري الذي يتبع له ترامب، ويشكل رمزا للانقسامات التي تمزق الجمهوريين، والتي ظهرت بشكل واضح أيضا أثناء محاكمة ترامب، حيث عمدت بعض الأطراف للالتفاف حول ترامب وتقديم الولاء له في مقر إقامته الفخم في ولاية فلوريدا، في حين وقف قسم آخر ضد ترامب بعد اقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول وسقوط قتلى وجرحى، الأمر الذي أعتبر نهجا تخريبيا يجب العقاب عليه.
وقد سمح زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي بتصويره مبتسما في صالونات مارالاغو الذهبية في نهاية كانون الثاني.
وأعلن السناتور ليندسي غراهام الوفي للرئيس السابق، الأحد أنه سيقوم بزيارته هذا الأسبوع، وقال لقناة “فوكس نيوز” إن ترامب ما زال “أقوى قوة” في الحزب الجمهوري، وأن حركة ترامب في حالة جيدة.