الإرهاب الاقتصادي وحقوق الإنسان

لايمكن تصنيف الحصار الجائر الذي تفرضه الولايات المتحدة وبعض حلفائها وأدواتها ضد سورية وشعبها سوى تحت بند الإرهاب أو الترهيب الاقتصادي الذي ينتهك بشكل خطير حقوق الإنسان المدنية، التي تبدأ بلقمة العيش وحبة الدواء ولا تنتهي عند تأمين حق التعليم والرعاية للأطفال ولاسيما في ظل حرب تتعرض لها البلاد منذ عشر سنوات ونيف وجائحة كورونا العالمية التي شلت اقتصادات الدول الكبرى.
ينعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشكل دوري لكن البنود المدرجة على أعمال المجلس لا تتناول الحصار الاقتصادي ضد الشعب السوري، باعتباره جريمة ضد الإنسانية وحرب إبادة للسوريين ولا حتى باعتباره انتهاكاً جسيماً لحقوق الشعب السوري بل ربما لا يرى المجلس وأعضاؤه سوى ما تضعه الدول الغربية من صورة نمطية عن المشهد السوري تصنعها الماكينات الإعلامية الغربية التي تركز على النتائج وتتناسى الأسباب.
لاشك أن أعضاء مجلس حقوق الإنسان وصلتهم صورة ازدحام السوريين على محطات الوقود وعلى الأفران لكنهم لم يسألوا عن مسببات ذلك وكيف وصلت سورية إلى هذه الحال، فالكل يلقي اللوم على الدولة السورية متناسين أن الولايات المتحدة تسرق نفط السوريين وتمنع عنهم غلال قمحهم من الجزيرة السورية وتحاصر شواطئهم وحدودهم لمنع وصول إمدادات القمح والنفط من الدول الصديقة بل وصل الأمر بها إلى استهداف نواقل النفط وإغراقها في عرض البحر.
هذا المشهد يرفض مجلس حقوق الإنسان رؤيته وترفض منظمات الأمم المتحدة الحديث عنه لأن هناك من يريد الاستثمار في هذا الأمر ضد الدولة السورية داخلياً وخارجياً، ويريد لهذا المشهد أن يطغى على الحدث السوري للتغطية على الاحتلال الأميركي لحقول النفط في الجزيرة السورية وممارسات الإرهابيين في إدلب بحماية ودعم من النظام التركي وترهيبهم المدنيين واحتجازهم دروعاً بشرية.
لانريد من مجلس حقوق الإنسان حمل لواء الدفاع عن السوريين، ما نريده فقط أن يمنع الدول الغربية من استخدامه منصة للتضليل والهيمنة والإساءة لحقوق الإنسان، وأن يسمي الأشياء بمسمياتها وأن ينظر إلى المشهد بشكل واقعي ويبحث عن المسببات، بهذا فقط يستطيع مجلس حقوق الإنسان أن يأخذ دوره الحقيقي في الدفاع عن حقوق الإنسان في سورية والعالم.
ولن تأخذ أي من منظمات الأمم المتحدة دورها الحقيقي ولاسيما مجلس حقوق الإنسان، إن لم تكن مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله على سلم أولوياته، إن لم تكن مواجهة الانتهاكات الخطيرة التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الجولان السوري المحتل وفي فلسطين على جدول أعماله.. وإن لم يعتبر المجلس الحصار الاقتصادي أبشع انتهاك للقانون الدولي وحقوق الإنسان فليس له من اسمه شيء.

إضاءات- عبد الرحيم أحمد

آخر الأخبار
الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها