تصر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على المضي بسياسات العدوان ضد سورية، والاستمرار بذات السلوك الذي انتهجته الإدارات التي سبقتها، لا بل إن من يراقب خطواتها على الأرض يجزم بأنها أكثر عدوانية من إدارة ترامب الهوجاء، وإن استخدمت ثوباً ناعماً لتسويق سياساتها.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره التنبؤات أو الرجم بالغيب بل هو حقيقة دامغة تثبتها السياسات الإرهابية والعدوانية على الأرض، وأمثلتها أكثر من أن تعد وتحصى، ويكفي أن نشير هنا إلى شروع هذه الإدارة ببناء قواعد عسكرية جديدة في الأراضي السورية حتى نؤكد ما نذهب إليه، ففي ظرف ثلاثة أسابيع فقط قررت قوات أميركا الغازية بإيعاز من البنتاغون والبيت الأبيض برئاسة بايدن البدء ببناء قواعد غير شرعية في المالكية واليعربية وفي محيط حقل العمر النفطي.
فمن يصرح زاعماً أن مهمة قواته المحتلة في سورية ليست “الحماية” المزعومة للنفط، عليه أن يثبت ذلك بالأفعال، وأولها الإعلان عن انسحاب قواته الغازية من الأراضي التي تحتلها وليس بناء قواعد عسكرية جديدة للاستمرار في سرقة الثروات والمضي بأجندات الاحتلال التقسيمية والاستعمارية.
إنه سلوك الهيمنة والغطرسة ومنهج العدوان والإرهاب ذاته الذي درجت عليه إدارتا أوباما وترامب، اللتان رفضتا تحمل المسؤولية الكاملة عن معاناة السوريين، ودعمتا الإرهاب، وفرضتا الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي خالفت القوانين الدولية وشرائعها، وحرمت السوريين من توفير متطلبات العيش والحياة الإنسانية الكريمة.
إن تصريحات فريق بايدن المضللة حول سورية لا تنطلي على أحد، وتؤكد من جديد أن إدارة بايدن مثلها مثل إدارة ترامب تدعم الإرهاب وتخطط لسرقة الثروات، وتمضي قدماً في دعم الميليشيات الانفصالية، وأن ما تقوم به هو عنوان دائم لكل من يسكن البيت الأبيض وليست حكراً على هذا الرئيس أو ذاك بل هي منهج أميركي ينفذه أي رئيس ديمقراطي أو جمهوري يجلس خلف المكتب البيضاوي ليس إلا!.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير- أحمد حمادة