الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
لم يمض وقت قصير على عدوانها الغاشم على دير الزور، حتى بدأت الولايات المتحدة بإعادة نشر إرهابييها من تنظيم داعش الإرهابي في أماكن مختلفة في المناطق التي تحتلها ونقل مزيد من العتاد والأسلحة إلى قواعدها العسكرية غير الشرعية، تمهيداً لجولة تصعيد جديدة، ولكن هذه المرة بواسطة أدواتها ومرتزقتها، فيما تبقى الغايات والأهداف جلية وواضحة من هذا التصعيد الأميركي الممنهج والذي يكون تارة بشكل مباشر وتارة أخرى عبر الشركاء والأدوات والمرتزقة.
الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة بايدن، بدأت تكشر عن أنيابها، حتى أن بدت أكثر نهماً ووحشية ودموية من سابقتها، وهذا يؤكد المؤكد بأن كل الإدارات الأميركية السابقة واللاحقة هي مجرد أقنعة للوجه الحقيقي البشع الذي تمثله الولايات المتحدة التي بنت استراتيجيتها على الغطرسة والهيمنة والطغيان.
إدارة بايدن لم تنتظر طويلاً ، فقد بدأت فعلاً في استراتيجية خلق الذرائع والمبررات من أجل إشعال وإحراق أي ملف من ملفات المنطقة الكثيرة والمعقدة، سواء في سورية أم في العراق أم في إيران أو في أي مكان يحقق لها الأهداف الاستعمارية التي تطمح إليها، لاسيما في هذا التوقيت لصب الزيت على النيران التي لا تزال ملتهبة أصلاً في جغرافيا المنطقة على وجه العموم، وهذا بسبب الإرهاب الذي تنتهجه وتمارسه أميركا وشركائها وأدواتها ومرتزقتها.
صخب وضجيج العنجهية والغطرسة الأميركية بات مسموعاً في أكثر من مكان على مستوى المنطقة و العالم، في سورية وفي العراق وفي إيران وفي بحر الصين، وهذا كله يندرج ضمن أولويات أجندة بايدن خلال المرحلة المقبلة، والتي قد تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت الكارثية على الأميركيين خصوصاً وعلى العالم على وجه العموم.
الولايات المتحدة اليوم في أمس الحاجة إلى كل أدواتها ومرتزقتها، وفي مقدمتهم تنظيم داعش الإرهابي الذي كان ولا يزال مجرد أداة بيد الأميركي الذي يعتبره ورقة رابحة ممكن أن يزج بها مجدداً في اللحظات الأخيرة، على الرغم من أن تلك الورقة المحروقة أثبتت عدم جدواها في تحقيق أي من الطموحات الأميركية في الميدان، لاسيما في الميدان السوري أمام الجيش العربي السوري الذي أحرق هذه الورقة في المراحل الأولى من عمر الحرب الإرهابية على سورية.
الولايات المتحدة، تبدو في حالة من اللا وعي أمام شعورها وربما يقينها بفقدانها السيطرة الكاملة على العالم أمام صعود قوى إقليمية ودولية فاعلة ومؤثرة ومنافسة لها إلى المسرح الدولي، لذلك تستنفر كل قوتها وكل أدواتها ومرتزقتها في وقت واحد، لفرض هيبتها وهيمنتها وغطرستها سعياً لاستعادة ما فقدته من أوراق ومفاتيح القوة والتأثير الجيوسياسي والجيواستراتيجي في أمكنة مختلفة من العالم.