الثورة أون لاين – دينا الحمد:
لا يمل الإعلام الغربي من تسويق برامج التضليل وخداع العالم، فرغم أن حكومات الدول الغربية أسست التنظيمات المتطرفة وسهلت مرور عناصرها إلى سورية والمنطقة، واستثمرتها لتحقيق أجنداتها الاستعمارية، إلا أن هذا الإعلام ما انفك يقلب الحقائق ويزور الوقائع، فمرة نراه يتباكى على ارتداد الإرهابيين إلى الغرب، ومرة يدعي أن هؤلاء الإرهابيين هم “مناضلون” ومعتدلون وأنهم يريدون الحرية.
مناسبة هذا الحديث هو ما نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية لتضليل الرأي العام الفرنسي والغربي والعالمي، فزعمت عبر مقال لها بعنوان “بعض الفرنسيات المعتقلات في سورية يبدأن إضراباً عن الطعام” وتجاهلت أن تتحدث لقرائها أن هؤلاء الفرنسيات هن أولاً من تنظيم داعش المتطرف، وأنهن ثانياً معتقلات لدى أداة فرنسا وأميركا، أي ميليشيا “قسد” الانفصالية، وأن الدولة السورية هي التي اكتوت بنار إرهابهن وأن السوريين الأبرياء هم من كانوا ضحاياهن.
هكذا إذاً تتجاهل “لوموند” ومعها وسائل الإعلام الغربية المضللة عدة حقائق دفعة واحدة، فهي تتجاهل أن الإرهابيين الفرنسيين في سورية تغلغلوا في صفوف التنظيمات المتطرفة كداعش والقاعدة والنصرة وأفراخها، وتتجاهل أن الحكومات الفرنسية المتعاقبة هي التي دعمت الإرهاب في سورية، وهي من سهل عبور هؤلاء الإرهابيين من بلدانهم الأم إلى المنطقة للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة، وهي التي كانت جزءاً من عدة حكومات غربية أنتجت وأنشأت مثل هذه التنظيمات وساهمت في تمددها وانتشارها لتخدم مشاريعها الفوضوية والتقسيمية والاستعمارية.
تجاهلت “لوموند” تقاريرها السابقة التي لامت فيها الحكومة الفرنسية لأنها سهلت نقل الإرهابيين الفرنسيين إلى سورية، واعتبرت الأمر مسألة بالغة الخطورة، وتجاهلت إفادات كثيرة لمحامين فرنسيين حول السبل التي تقطعت مع إرهابيين فرنسيين في المناطق التي يحتلها مرتزقة “قسد”، وكيف أقام هؤلاء المحامون دعوى قضائية أمام محكمة حقوقية أوروبية كبرى بسبب رفض فرنسا السماح لهم بالعودة إلى فرنسا.
وتجاهلت “لوموند” أحد تقارير وكالة الصحافة الفرنسية الذي يتحدث عن تلك الدعوى ويقول: “إن تلك الدعوى تمثل التحدي الأخير الذي تواجهه الحكومة الفرنسية من قبل المعارضة بشأن منع الحكومة إعادة أطفال الدواعش في سورية والعراق، وأن الأطفال المذكورين في التقرير هم من بين 500 طفل فرنسي انضموا إلى “داعش”.
وجميعنا يذكر كيف قامت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية، بنشر تقرير يقول إن سلطات فرنسا أعدت منذ فترة لائحة بأسماء 250 رجلاً وامرأة وطفلاً من إرهابيي داعش وعوائلهم، مدعية أنها تنوي إعادتهم، قبل أن تتخلى عن الفكرة خشية ما سمته وقتها برد فعل الرأي العام المتردد عالمياً، بشأن عودة الإرهابيين إلى دولهم.
كم مرة رفضت باريس عودة زوجات إرهابييها من سورية إلى بلدهم الأم، وأصرت على وجودهم في الأراضي السورية، وكم مرة تساقطت أوراق التوت عن عورات الحكومة الفرنسية وكشفت الصحافة الفرنسية ذاتها دورها بدعم الإرهابيين في سورية، وقتلهم للسوريين بدم بارد.
اليوم تتباكى “لوموند” على زوجات الإرهابيين وتوحي للرأي العام أن سورية هي من تحتجزهم متجاهلة أن أداة الغرب الانفصالية “قسد” هي التي تفعل ذلك، ومتجاهلة أنهن من تنظيم داعش المتطرف، فقط لتدين سورية ولو عن طريق الكذب والخداع، تماماً مثلما ضللت هي وغيرها من وسائل الإعلام الفرنسي العالم حول قضايا عديدة، وما جرى على صدر صفحات ذاك الإعلام مع الإرهابي أمير الحلبي الذي كان يعمل مع منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية خير شاهد.