الإلياذة السورية

 

فُرضت الحرب الإرهابية على سورية، التهب سعيرها حتى صارت ملحمة فاقت ملحمة هوميروس، تشبهها في أمد طول سنيها الضروس، كلتاهما استمر لعشر سنوات، ولو نظمت أيامها شعراً لفاقت الخمسة عشر ألفاً من أبيات هوميروس.

حصار الإغريق والمجتمع اليوناني دام عشر سنوات، وحصار سورية والتضييق على المجتمع السوري جاوز العشرعجافاً، عند هوميروس اختلفت الجميلات الثلاث على التفاحة، واختلف الحلفاء القباح على سورية التفاحة الألذ والأطيب.

جمال سورية كان في ازدهارها وتناميها المتسارع في العقد الأول من القرن الحالي، في حرية قرارها، وعدم مديونيتها لأي من بنوك العالم حتى الدولي، ما أثار حفيظة أعدائها الصهاينة، ومن فشلوا في جرها إلى جانبهم بسبب غطرستهم.

وكما حشد ملوك اليونان قواهم معلنين الحرب في الإلياذة، حشدت أميركا والغرب ومرتزقتهم والإرهابيون للنيل من الإلياذة السورية ما ناف عن عشر سنين، فعانت أقسى الظروف وما زالت حتى الآن، تقاسي تبعات الحرب عليها.

كم هادنت سورية المرتزقة، بوساطةٍ روسية إيرانية، على أن تفكك مجموعاتهم من قبل الضامن التركي، لإنهاء وحشيتهم وإجرامهم لكن دون جدوى.. فكان لابد من استئناف القتال خاصة بعد ضرب طيران الحلفاء (أميركا وفرنسا) جبل الثردة في دير الزور باستهداف مباشر ووحشي لمواقع الجيش العربي السوري.

أما نهاية الإلياذة السورية، فلن تكون مشابهة لنهاية إلياذة هوميروس، فلن يخال على السوريين وجيشهم البطل أياً من الخطط، التي يحاول أعداء سورية تمريرها، في أي مكان ما زال يحتله أميركي أو غربي، أو أي من المرتزقة المشغلين من قبلهم.

أثناء وبعد حرب طروادة ساد فساد رافق الشعب سنوات، ما شكل عليه غضاضة وأوقع فيه معاناة أشد من أيام الحرب العسيرة. وها نحن نعيش ذات النسخة من الفساد، الذي نراه اليوم ينتشر مع شدة الحصار على الشعب السوري، من مصاصي دماء السوريين وأصحاب الكروش المنتفخة، من صاروا شركاء الحصار في إفقاره.

إلياذة هوميروس ملحمة أدبية لأحداث عسكرية، والإلياذة السورية أسطورة حية سيخلدها التاريخ ما حييت ملحمة، استشرفت إلياذة هوميروس المستقبل في تصور غدِ أفضل، وسورية ترسم غدها الأفضل.

اقتبس الفن السابع من ملحمة هوميروس أعمالاَ سينمائية خلدتها، فصارت معلماَ أدبياً وفناَ بصرياَ فريد عصره، والإلياذة السورية ستصبح معلماً عسكرياً بطولياً، وأسطورة حيةَ تتناقلها الأجيال، والفن السابع سيكون شاهداً عليها.

وقد بدأت شرايينه تنبض، ليكون قبساً وشاهداً حياً يضيئها، تستقي منها الفنون الأخرى معالم تبقى لها أمثولة عظمى، لتاريخ وطن.

إضاءات – شهناز صبحي فاكوش

 

 

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق