الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
أدى انتشار شبكات كابلات الألياف الضوئية في بعض دول الشرق الأوسط بشكل غير دقيق وغير محسوب له حسابا صحيحاً, إلى أن تصبح هذه الشبكات أداة لوكالات الاستخبارات الغربية لتحقيق اختراق في البيانات الحساسة وحركة الاتصالات في المنطقة، وكشفت النتائج الجديدة أن The Five Eyes، وهو تحالف استخبارات إشارات (SIGINT) يضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا يتطفل على المنطقة منذ عقود، وتشمل الجهات الفاعلة الرئيسية في هذه الشبكة وكالة الأمن القومي الأمريكية (NSA)، ومقر الاتصالات الحكومية في المملكة المتحدة (GCHQ).
ولا تزال منطقة الشرق الأوسط ، بسبب أهميتها الإستراتيجية هدفا رئيسيا لعمليات التجسس الغربية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأرضًا خصبة للمراقبة بالنسبة للغرب حيث تتجسس أمريكا وبريطانيا على الشرق الأوسط عبر الألياف الضوئية.
فقد نشر موقع ميدل إيست آي تقريراً أعده بول كوكرين قال فيه: إن التوسع في استخدام شبكات الألياف الضوئية “فايبر أوبتك” تحت المياه والتي تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج العربي سهلت على بريطانيا والولايات المتحدة عمليات جمع البيانات والتجسس على المنطقة، وتتجسس مجموعة ما يسمى العيون الخمسة وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واستراليا وأستراليا ونيوزلندا على الشرق الأوسط منذ إنشاء الشبكة أثناء الحرب العالمية الثانية، واللاعبون الرئيسيون في هذه العملية هي وكالة الأمن القومي الأمريكية ومقرات الاتصال الحكومية البريطانية “جي سي أتش كيو” والتي استخدمت الأساليب المعروفة والسرية لجمع المعلومات، ويعتبر الشرق الأوسط منطقة مهمة للتجسس لأهميته الاستراتيجية السياسية و الاقتصادية.
وتمارس كل أشكال الرقابة من الجو إلى التنصت على الهواتف, ويقول آلان مولدين، مدير البحث في شركة الاتصالات بواشنطن تيليجيوغرافي إن أهمية الشبكات لا يعرفها الشخص العادي، ويعتقدون أن الهواتف الذكية لا سلكية وتمر عبر الهواء ولكنهم لا يعرفون أن شبكاتها تمر عبر الكوابل/ الأسلاك، وتعتمد وكالات التجسس على شبكات الألياف الضوئية للتنصت وجمع بيانات ضخمة من المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية والدخول على مواقع الإنترنت والبيانات الوصفية، كما وتمر البيانات العسكرية والمالية الحكومية عبر هذه الكوابل، ويتم تحليل وغربلة البيانات هذه على يد المحللين بناء على 40.000 مدخل بحث تعتمدها كل من وكالة الأمن القومي الأمريكية وجي سي أتش كيو البريطانية.
وتعتمد وكالات التجسس على شبكات الألياف الضوئية للتنصت وجمع بيانات ضخمة من المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية, وينضم نظام شبكات الألياف الضوئية إلى الدول الكبرى في العالم والتي تحمّل نسبة 95% من المكالمات الدولية وحركة البيانات، ورغم أهمية الكوابل تحت المياه إلا أنها ليست محمية بدرجة كافية بناء على القانون الدولي” حسبما تقول أثينا كاراتزوجياني، الأكاديمية التي تبحث في أهمية الكوابل تحت المياه.
وأضافت كاراتزوجياني “هناك مناطق استراتيجية قليلة والبحر الأحمر واحد منها، وفي السياق الأفريقي جيبوتي”. وشبكات الكابل التي تسير تحت الماء ثم تقوم بالعبور عبر البر في مصر هي الاستثناء لا القاعدة، فالكوابل تحت المياه تعتبر الخيار الأفضل لأنها أكثر أمنا، وتكون عرضة للمخاطر عندما تكون فوق الأرض، ومن الصعب الغطس تحت البحر وتدمير الكوابل”.
وتعتبر الكوابل التي تمر عبر مصر من خلال قناة السويس عرضة لمخاطر التخريب إما بسبب المياه الضحلة أو التدخل الإنساني، وتقول كاراتزوجياني “في 2013 قام ثلاثة غطاسين وبمعاول يدوية بقطع الكابل الذي يربط مصر مع أوروبا مما خفض من قدرة الإنترنت في مصر بنسبة 60%”. وكشفت تسريبات سنودين أن عمليات التنصت تحت البحر تقوم بها فقط غواصة جيمي كارتر والتي تؤكد قيام الأمريكيين أو دول أخرى باستخدام الغواصات من أجل التنصت على الكوابل.
ولأن الخط هو لغوغل فهم يعرفون كيفية تأمين الكوابل من البداية للنهاية، وعليهم الأخذ في خطتهم نقاطا على اليابسة أيضا.
المصدر: ميدل إيست أي