الملحق الثقافي:رنا بدري سلوم :
المسافةُ بينَنا
ريفٌ
يبسطُ كفَّهُ
مصافحاً قاسيونَكِ
عابراً “كورونا”
وكمّامة ُ الغيابِ
تلفُّ وجهيّ
أشتاقكِ دمشقُ
أشتاقُ سلطَتي الرابعة
من طابقها السادسِ
يبزغُ فجري
يُخطُّ الغيمَ
يترنّمُ بصلواتِ الأمويِّ
ورئتايَّ تغبُّانِ أثيرَ
ملعبها التشريني
وهمسُ فيروز
يغدقُ فراغَ الروحِ
في كلِّ رفَّةِ عينٍ
أرنوكِ صحيفتي “الثورة”
أشتاقكِ كما دمشقُ
أسوِّرُ الكلامَ
بأعمدةِ الوجدِ وحبرِ العيونِ
أشتاقُ
لأرصفةِ الصبحِ
والخبزِ المكدَّسِ على رؤوسِ النساءِ
مثلهنْ..
أَحْمِلُ أفكاريَ المتعبَة
أبرِّدُ أرغِفَة الوجعِ
بعِفّةِ الانتظار
فخلا المكانُ منَّا
وحُجِّرتْ..!
لستُ مصابة بكورونا!
بل.. بداءِ الشوقِ
ألملمُ شظايا “الأمانِ”
في تحيةِ المصادفة
في ابتسامَتي وصدقَتي
الجارية في وجهِ أخي..!
أكنسُ زقاقَ القهرِ
على جَنباتِ الشآمِ
أمْشي بجناحيّ فراشة
ليفيقَ ضميرُ السلامْ
لا من أدمغةِ الجوعى..!
لا..
أُقتلُ ولا أسُلبُ ولا أهانُ
ولا أُرمى بحجارةٍ من سجِّيلٍ
إنْ حَملتُ وطني
بزندِ وردةٍ
وارتديتهُ قلادة..
فما نفعُ موتي
قبلَ الشِّهادةَ
إنَّ وطني إلهٌ
قد رتّبَ
بصبرهِ على البلوى
أبجدياتِ العبادة..
التاريخ: الثلاثاء9-3-2021
رقم العدد :1036