ثمة مؤشرات واضحة على أن سياسة الضغوط الغربية المتصاعدة ضد سورية ستتخطى ذروتها خلال المرحلة القادمة، وهذا الأمر يدركه السوريون تماماً، وهم خبروها، وتصدوا لها طوال السنوات العشر الماضية من عمر الحرب الإرهابية، واليوم نحن أمام استحقاق رئاسي بدأ التصويب الغربي عليه مبكراً لغايات عدوانية باتت معروفة للجميع، وتلك الضغوط هدفها الابتزاز السياسي، وهي تأخذ أشكالاً متعددة،(عسكرية وسياسية واقتصادية ونفسية)، والمزاعم الكاذبة حول استخدام الأسلحة الكيميائية، هي إحدى الحجج الواهية التي يلجأ رعاة الإرهاب لترويجها كلما تطلب الأمر مزيداً من الضغوط الهادفة لإطالة أمد الحرب العدوانية، ومنع أي حل سياسي ينهي معاناة السوريين جراء الحرب الإرهابية المتواصلة.
إرهابيو (النصرة) بالتعاون مع إرهابيي (الخوذ البيضاء) لا ينفكون عن التحضير لاستفزازات كيميائية جديدة بقصد اتهام الجيش العربي السوري، وهم يخططون اليوم لفبركة هجوم كيميائي جديد في منشأة بريف اللاذقية الشمالي تمت إقامتها لهذا الهدف، بحسب تأكيد وزارة الدفاع الروسية، ومثل هذه الفبركات جرى العمل عليها سابقاً، ولا تزال منطقة خفض التصعيد في إدلب ساحة مفتوحة يعد عليها إرهابيو أردوغان المزيد من تلك الفبركات، وهذا بطبيعة الحال يتم بإشراف أجهزة استخبارات أميركية وبريطانية وفرنسية وتركية وألمانية وغيرها، وهذا الاستفزاز الخطير الجاري التحضير له، يأتي استكمالاً لمجموعة الضغوط الغربية المتمثلة بتصعيد جرائم الاحتلالين الأميركي والتركي، ورفع وتيرة الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا (قسد)، وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى، إضافة للاعتداءات الصهيونية المتكررة، وأيضاً تشديد الإجراءات الاقتصادية القسرية التي تفرضها أميركا وأتباعها الأوروبيون في إطار (قيصر) العدواني، لتشديد الخناق على الشعب السوري ومحاصرته بلقمة عيشه وحبة دوائه.
مزاعم (الكيميائي) والمضي باستخدام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، باتت تتصدر الأسلحة القذرة التي تستخدمها منظومة العدوان في حربها الإرهابية المتواصلة على الشعب السوري، رغم أن سورية أوفت بكامل التزاماتها الناشئة عن انضمامها لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، ودمرت كامل مخزونها منذ العام 2014، ولم يسبق لها أن استخدمت يوماً مثل هذه الأسلحة، إلا أن أميركا والدول الأوروبية السائرة بفلكها الإجرامي لا تريد الاعتراف بهذه الحقيقية التي أكدتها سابقاً رئيسة البعثة المشتركة للتخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية سيغريد كاغ في تقريرها النهائي أمام مجلس الأمن عام 2014، وهذه الدول تواصل العمل على استثمار أكاذيبها (الكيميائية) بهدف الابتزاز، متجاهلة كل الفضائح التي عصفت بمنظمة الحظر الكيميائية لجهة التزوير المتعمد، وتلاعبها بالحقائق لتحميل الجيش العربي السوري مسؤولية الهجمات الكيميائية المزعومة، وتتجاهل أيضاً كل الدلائل والبراهين التي قدمتها الدولة السورية والتي تثبت بأن التنظيمات الإرهابية هي من استخدمت السلاح الكيميائي بعد تزويدها به من قبل الدول المشغلة لها.
واضح من خلال استمرار سياسة الضغوط وتصعيدها، أن الولايات المتحدة- باعتبارها هي من تقود دفة الحرب الإرهابية وتوزع الأدوار على بقية أطراف العدوان- ليست بوارد تغيير سياساتها الخاطئة والفاشلة بعهد إدارة بايدن، وهذه الإدارة محكومة كما سابقاتها بنزعة الإرهاب والتسلط، وهي تكذب بتشدقها حول نيتها انتهاج سياسة الحوار والدبلوماسية لحل الأزمات الدولية، وبدل أن تسعى لتغيير النهج الأميركي في التعاطي مع الحرب الإرهابية لتلافي المزيد من الفشل، هي تعمد لتكرير الأخطاء ذاتها، والمراهنة مجدداً على استمرار العدوان ودعم الإرهاب، لتحصيل مكاسب سياسية تصب في إطار محاولاتها الرامية لإنقاذ المشروع الصهيو- أميركي المتهاوي في سورية، والمنطقة على وجه العموم.
نبض الحدث- بقلم أمين التحرير- ناصر منذر