تملك الدولة وتاج عقدها الشعب أصول وبنى لا تقدر بثمن، هي كنوز وخامات قائمة على “مد عينك والنظر” داخل المدن وخارجها وفي كل مكان، مقابل ذلك تجد صاحب الملك والمفترض أن يكون غنياً مرتاحاً -الشعب- يعاني ويقاسي في ظل ظروف امتداد سنوات الحرب العدوانية.
هذه مفارقة غير واقعية لا يقبلها لا عقل ولا منطق بأن يكون المالك الغني.. فقيراً.
تشريعات جديدة.. وأنظمة جديدة.. وقرارات جديدة.. واجتماعات مديدة عديدة… وبقاء الحال لدينا ليس محال.
منذ أيام عقدت اللجنة العليا لإصلاح القطاع العام الاقتصادي اجتماعاً جديداً لها في رئاسة مجلس الوزراء، وللعلم هذه لجنة رفيعة المستوى يترأسها رئيس مجلس الوزراء وتضم في عضويتها وزراء ونقابيين ومديرين تنفيذيين وخبراء اقتصاد.. الخ
وقال فيها رئيس اتحاد العمال جمال قادري يوماً إن هذه اللجنة فرصة لأن نخرج بشيء بعد سلسلة طويلة من لجان الإصلاح للقطاع العام الاقتصادي والصناعي ولأكثر من عشرين عاماً إلى الآن.
مقابل هذه اللجنة تقوم دوريا اجتماعات المجلس الأعلى للتشاركية، المتخصص بالمشاريع الكبرى، وفق صيغ الشراكة بين الدولة وأصولها والمال الخاص.
أضف إلى ذلك ينعقد في العام أو العامين ملتقى مخصص للاستثمار السياحي وهو من الصيغ الناجحة جداً في الاستثمار.. لأنه بمثابة بازار بين المستثمرين.. يحضرون إليه بإغواء الاستثمار السياحي نفسه ومنه تنبثق مشاريع كمشروع الفندق الحيوي، الذي سيقوم مكان مقهى الحجاز في منطقة الحجاز في دمشق.
القصة أو العبرة أننا نملك الأصول.. والفكرة.. والسيناريو.. والمال الوطني الشجاع.. ونملك الفقر أيضا إلى جانب ما سبق وهذه تناقضات ومفارقات لا يقبلها أي عقل أو منطق.
لم يعد الظرف الحالي يسمح بالفانتازيا الفكرية وبالقول هذا بيع لأصول الدولة، أو هذه خصخصة أبداً، ليتنهي الأمر بقرار وعمل.. وكفانا.
فحق الدولة والشعب لا مساومة عليه، وتحفظه الخطوات والإجراءات الواضحة والسليمة والسيناريوهات وفق عقل الشراكة بين العام والخاص.
وغير ذلك تهرب من المسؤولية لمن على رأسها، وهل يحتاج الأمر إلى البحث والاجتهاد بالقول، إن أصول الدولة الهائلة والتي لا تقدر بثمن تحتاج اليوم إلى المال الخاص لبث الروح فيها.
للعلم والذكرى.. عندما تم تحريك ملف إيجارات واستثمارات الدولة بانت قصص العجب العجاب، فهذا فندق في منطقة المرجة بدمشق آجاره بالقروش، وهذا فندق كبير على مستوى سورية آجاره في العام أقل من غرفة في حي شعبي في أي منطقة.
على الملأ – مرشد ملوك