“في الطريق الحقيقي”

افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله: 

يَقول جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي: “لا تَراجع عن فرض عقوبات على سورية، حتى تكون العملية السياسية في طريقها الحقيقي”. لكنّه لم يُوضح ما شكل “الطريق الحقيقي” الذي يَقصده كمُمثل للسياسة الخارجية لبلدان القارة العجوز التابعة الذليلة لواشنطن؟!.

يُضيف بوريل هذا، خلال جلسة للبرلمان الأوروبي بأنّ العملية السياسية الجارية أصبحت مُعلقة بالكامل، لأنّ الحكومة السورية – حسب ادعائه السّخيف – لا تتجاوب مع الحلول المَطروحة. وأيضاً لم يأت على تَوضيح الحلول التي يَنشدها الغرب وواشنطن؟!.

إذاً، هناك “طريق حقيقي” يُراد لجنيف التي تَحتضن جولات لجنة مناقشة الدستور، أن تَسلكه وليس هناك سواه من وُجهة نظر الغرب وأميركا كطرف أساسي في الحرب والعدوان ما زال يُقيم ربما في مَحطة أوهام “جنيف 1″، وهو ما يجعل التوصيف الأدق لحالة بوريل وسادته يَتطابق مع مُفردتي الانفصال عن الواقع، والإصرار على العَيش في الماضي الذي طَوته الوقائع التي لم تترك فُسحة للاجترار بخطاب قديم ما كان يَوماً إلا كَومة هُراء!.

سورية لا تتجاوب مع الحلول المَطروحة، فما تلكَ الحلول التي تَطرحها أميركا والغرب؟ هل تُلخصها إلا مُحاولة إحلال الدواعش ومُشتقاتهم من الحُثالات التي تُسميها واشنطن وبروكسل “معارضة مسلحة”؟ وهل تَحتاج تلك الحلول لشرح وتَفنيد بعد كل الفجور الذي طالعَ الغرب وأميركا العالم به صباح مساء على امتداد السنوات العشر السابقة؟.

إذا كان الغرب وأميركا لم يتسلما كل الرسائل السابقة، أو رفضا تَسلمها، فإنّهما لن يتسلما أي رسائل مُختلفة عبثاً يبحثان عنها، ذلك أنه لن يكون هناك ثمة “طريق حقيقي” تَسلكها عملية جنيف إلا طريق السيادة السورية، وبالمُقابل لن يكون هناك ثمة حلول على الأرض السورية المُقدسة سوى دحر التنظيمات الإرهابية عنها، وطرد المحتلين “الصهيوني والأميركي والتركي” منها.

وأمّا أن يُمارس الاتحاد الأوروبي وأميركا مُستويات أُخرى من الفجور باستخدام الإرهاب الاقتصادي عبر فَرض مزيد من العقوبات والتهديد باتخاذ المزيد من إجراءات الحصار والتضييق، لتَحصيل نتائج مُغايرة لم تتحقق بالعدوان المباشر ولا بتوظيف التنظيمات الإرهابية، فذلك ما يَنسجم مع السياسات الاستعمارية للجانبين الغربي والأميركي ككتلة واحدة من القذارة تَجمعهما ذات الغايات الصهيو – أطلسية التي لم تعد تَخفى على أحد، والتي لن يَتحقق شيءٌ منها.

فجور أميركا وفضيحتها المُشتركة مع الغرب التابع لها فضيحة مُركبة، بل باتت مُعلنة اليوم، إذ لا يكتفي الجانبان بطرح المُفارقات والمتناقضات القائمة على الكذب والفبركة والتزوير المُفتضح أمرها غير مرّة بدءاً من مزاعم الكيماوي وحقوق الإنسان، مروراً بشعارات الديمقراطية الزائفة، وانتهاء بكُبرى الأكاذيب المُتجلية بمُحاربة “داعش”، بل يُصر الجانبان عليها رغم الفشل، ويَلهثان في مُحاولة استغلالها رغم تَكشفها، ذلك بفجور التصريحات والمواقف والإجراءات، بمواصلة دعم الدواعش، وبفرض العقوبات ليس ضد سورية وشعبها فقط، وإنما ضد كل الأطراف الدولية الحليفة والصديقة لسورية والمُتعاونة معها في إطار العلاقات الثنائية المَبنية على الصداقة والمصالح المشتركة!.

إنّ مُحاولة تَعويض فشل وإخفاق الحرب الإرهابية العسكرية الصهيو – أطلسية، بمُمارسة الإرهاب الاقتصادي، مُحاولةٌ فاشلة، بل هي مُحاولة العاجز الذي لم يَستشعر حتى الآن مَقادير عجزه وحجمَ فَضيحته التي سترتد عليه بما يَتجاوز مُسمى الخيبة ويُلامس مَعنى الهزيمة التي ستكون آفاقها وحدودها مَفتوحة على ما هو أعظم من تَكسر مشروع، وأكبر ربما من الخروج القسري من المنطقة.

 

آخر الأخبار
تحرّك في الكونغرس لإلغاء عقوبات 2003 و 2012 المفروضة على سوريا  تعزيز الاستقرار والخدمات في حلب.. ومتابعة التنفيذ وتذليل العقبات الرنين المغناطيسي في "وطني طرطوس" قيد الصيانة.. وآخر جديد بالخدمة قريباً أسعار سياحية في أسواق درعا الشعبية تصريحات الرئيس الشرع تَلقى صدى إيجابياً واسعاً في وسائل الإعلام الغربية والعربية غضب واستنكار شعبي ورسمي بعد جريمة الاعتداء على الشابة روان في ريف حماة قمة ثلاثية في عمّان تبحث تطوير  النقل بين سوريا وتركيا والأردن أنقرة: "قسد" تراهن على الأزمة مع إسرائيل في سوريا… وتركيا تحذر  رؤية استراتيجية لإعادة بناء الاقتصاد السوري.. قراءة في حديث الرئيس الشرع انتهاكات الاحتلال للأراضي السورية.. حرب نفسية خطيرة لترهيب المدنيين منحة النفط السعودية تعطي دفعة قوية لقدرات المصافي التشغيلية "إكثار بذار حلب" تحتضن طلاب "التقاني الزراعي" في برنامج تدريبي باخرتان محمّلتان بـ 31570 طناً من القمح تؤمان مرفأ طرطوس  برؤية متكاملة وواضحة.. الرئيـس الشـرع يرسم ملامح المرحلة المقبلة   تركيا: يجب دعم سوريا.. واستقرارها مهم لأمن وسلام أوروبا ترحيب عربي وإسلامي باعتماد الجمعية العامة "إعلان حل الدولتين "  ناكاميتسو تشيد بتعاون سوريا في ملف الأسلحة الكيميائية وتصف المرحلة الحالية بالفرصة الحاسمة  مشاركة وزير التربية والتعليم في البرنامج الدولي للقادة التربويين في الإمارات  "الخارجية" تُشيد بالمبادرة الأخوية لقطر والأردن بإرسال قافلة مساعدات إنسانية  مركز نصيب الحدودي.. حركة تجارية نشطة ورفع القدرة الاستيعابية