الثورة أون لاين – لميس عودة:
منذ اللحظات الأولى للحرب الإرهابية التي شنت على الشعب السوري انتهج محور الشر العالمي التضليل الدعائي العدائي منهجاً ونفث سموم التجييش والتأليب والتحريض على سفك الدم السوري كوسيلة قذرة لبلوغ الغايات الدنيئة، ولتتكامل عن طريقها معادلة إرهابهم بشقيها الإجرامي والإعلامي المغرض، وتتحقق أجندات استهداف الجسد السوري المقاوم بسكاكين الإرهاب الدموي من جهة ونصال القنوات التضليلية المغرضة التي لعبت دورها القذر في الحرب الإعلامية المشوهة التي تم إشهارها تزامناً مع مشاهد الأحداث الإرهابية على الأرض.
رياح مسمومة تم توجيهها عبر الإعلام المغرض وقنواته الموغلة في نزيف الشريان السوري وإرسالها إلى سورية، وتم تصنيعها وتجهيزها في مختبرات الوهابية والعثمانية الجديدة لاستهداف السوريين عبر ناسفات الحقد وأجساد إرهابية مفخخة غلاً، ومحقونة بكراهية عمياء وعقول عمياء برمجوها حسب مخططاتهم الشيطانية.
فالسيل الكبير من الضخ الإعلامي المبرمج والممنهج لتأجيج نيران فتنة مفتعلة لم يتوقف لحظة ولم ينضب مخزون الشر التحريضي في ما تنفثه من سموم، ولم تخفت نار الحقد العدائي فيها، وفي مقدمتها قناتا (الجزيرة والعربية) اللتان لعبتا أقذر أدوارهما على مسرح أحداث الحرب الإرهابية، كما أنيط بشيوخ الفتنة الخبيثة أقذر المهمات التحريضية على القتل والإجرام ، وكل ذلك كان هدفه الأساس وغايته قطع جسور الترابط والتلاحم الوطني عبر النفخ المتواصل في قربة التفرقة البغيضة التي لم تعرف طريقها يوما إلى عقول ووجدان السوريين.
البرامج المسمومة التي بثت على مدار الساعة منذ بداية الأزمة المفتعلة في سورية فردت لها مساحات واسعة على قنوات الفتنة الأعرابية والغربية لتزوير الحقائق وتشويه المعطيات وذر غبار التعمية في العيون على ما يقترفه إرهابيوهم من فظائع وحشية ومجازر طالت الشعب السوري، وكان هدفها الأساس تسعير نار الحرب وصولاً إلى غليان المشهد السوري برمته ودس سموم الفوضى الإرهابية لتتوسع دائرة الجرائم الإرهابية وتأخذ الوقائع الميدانية منحى إرهابيا تصاعدياً ليتاح لرعاة الإرهاب الفرصة المواتية لتنفيذ أجنداتهم التخريبية عبر الاصطياد في عكر الإرهاب.
لم تكتف القنوات المحرضة والشريكة بنزيف الشريان السوري بما تنفثه من سموم بل تجاوز منسوب الوقاحة والفجور لديها ذروته، حيث اضطلعت إلى جانب مهامها المنوطة بها بالتحريض على الإجرام والوحشية بمهمة فبركة الأحداث وتصويرها في استديوهاتها وتسويقها إعلاميا على أنها تجري في الأرض السورية لتضليل الرأي العام وإثارة زوابع التجييش ضد الدولة السورية وجيشها الباسل، وذلك كله للتغطية على الانخراط الأمريكي الأوروبي والإقليمي في زرع الإرهاب على الجغرافيا السورية، فقد روجوا لأكاذيب كثيرة وعمدوا إلى تعويم فبركات كاذبة، حتى الحق السوري المشروع والمكفول بالقانون الدولي بالدفاع عن أراضيه لم يسلم من أباطيل افتراءاتهم.
لم تتمكن كل زوابع التضليل والتجييش ضد الدولة السورية التي استمات رعاة الإرهاب لاستثارتها، ولا طبول التشويش الإعلامي التي اعتاد محور العدوان القرع عليها للتأليب أن تفتر همة الدولة السورية باستكمال واجبها الوطني بمحاربة الإرهاب وفضح ممارسات محور العدوان وكشف حقيقة القنوات الموغلة في استباحة الدم السوري، وقام الإعلام السوري بكل مؤسساته الوطنية بمهام جبارة أثبت من خلالها كفاءة ومقدرة نوعية بالتصدي للهجمات الإعلامية المسعورة، ففند بالأدلة الاتهامات الباطلة وكشف زيف الادعاءات، ودحض بالبراهين ضلوع أعداء الشعب السوري بكل الأحداث الإرهابية، لذلك تم استهدافه، وما تغييب قنوات الإعلام السوري عن القمر الأوروبي الذي جرى مؤخراً إلا إحدى حلقات فزع محور الإرهاب من انكشاف مؤامراتهم وتعرية فضائح انخراطهم في كل فصول الإرهاب الممارس بحق الشعب السوري.