الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
أطلقت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” صاروخ “كروز حديث”، وتم الإعلان عن هذا الصاروخ في ولاية كاليفورنيا خلال اختبار أظهر تطوير الولايات المتحدة لأسلحة متوسطة المدى بغية نشرها في آسيا، الأمر الذي أثار سخط روسيا التي حذرت الولايات المتحدة من خطتها المثيرة للجدل لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قائلة إن هذه الخطوة ستقابل برد فعل قوي من موسكو.
وكالة تاس الروسية للأنباء نقلت عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها: “إن روسيا سترد وستتخذ إجراءات للحفاظ على أمنها القومي إذا قامت الولايات المتحدة بنشر صواريخها في المنطقة”.
وأضافت إن “نشر صواريخ أميركية متوسطة وقصيرة المدى من أي نوع في أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك منطقة آسيا والمحيط الهادئ، سيكون له تأثير مزعزع للاستقرار في المنطقة والعالم من وجهة نظر الأمن الدولي والإقليمي”، مشيرة إلى أن أي نشر لهذه الصواريخ الأميركية من شأنه أن يثير دوامة جديدة من “سباق تسلح محفوف بعواقب لا يمكن التنبؤ بها”.
وأكدت الدبلوماسية الروسية أن قرار واشنطن لن يعزز بأي حال من الأحوال أمنها، ناهيك عن حلفائها، قائلة: “إن ظهور المزيد من التهديدات الصاروخية سيستلزم بالتأكيد ردنا”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن موقف موسكو الرافض لنشر مثل هذه الصواريخ في المناطق التي يغيب فيها هذا النوع من الأسلحة أميركية الصنع، ما زال ساري المفعول.
وقالت المتحدثة “ندعو جميع الأطراف المعنية إلى بذل جهود مشتركة لتحقيق تسوية سياسية ودبلوماسية للوضع بعد إنهاء واشنطن لمعاهدة الحد من الأسلحة النووية متوسطة المدى” في إشارة إلى معاهدة الحد من الأسلحة النووية متوسطة المدى التي انسحبت منها الولايات المتحدة رسمياً في 2 آب 2019، وحظرت معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى جميع الصواريخ الأرضية التي يتراوح مداها بين 500 و 5500 كيلومتر، وتضمنت صواريخ تحمل رؤوساً حربية نووية وتقليدية.
هذا وبعد قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، أعلنت موسكو أيضاً النهاية الرسمية لمعاهدة الحد من الأسلحة التي وقعها في عام 1987 كل من الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان والزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، ما حد من تصنيع ونشر الصواريخ متوسطة المدى.
حيث اعتبرت المعاهدة علامة فارقة في إنهاء سباق التسلح أثناء الحرب الباردة بين القوتين العظميين، ما أدى إلى القضاء على ما يقرب من 2700 صاروخ من كلا الجانبين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن بلادها أبقت الباب مفتوحاً أمام العمل العادل والبناء الهادف إلى استعادة الثقة والأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي، وجاءت تصريحاتها بعد أن ذكرت وسائل إعلام يابانية أن طوكيو وواشنطن تدرسان خططاً لمناقشة آفاق نشر صواريخ أرضية متوسطة المدى أميركية الصنع في اليابان، والتي كانت محظورة سابقاً بموجب معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى.
وأكدت الحكومة اليابانية في تموز من العام الماضي إلغاء خطة لنشر نظام مضاد للصواريخ بمليارات الدولارات في البلاد، وسط ضغوط من السكان المحليين من المخاطر الصحية التي يشكلها المشروع.
وقالت الحكومة اليابانية إنها تراجعت عن قرار نشر أنظمة دفاع صاروخي إيجيس أشور في محافظة ياماغوتشي في جنوب غرب اليابان وفي محافظة أكيتا في شمالها.
وقدمت القيادة العسكرية للبنتاغون التابعة للولايات المتحدة الأميركية في المحيط الهادئ (USPACOM) الشهر الماضي وثيقة ميزانية إلى الكونغرس قالت فيها إن الولايات المتحدة بحاجة إلى زيادة الأسلحة الأرضية على طول سلسلة الجزر الأولى، والتي ستكلف 408 ملايين دولار في السنة المالية 2022 وحدها و 2.9 مليار دولار في السنوات المالية 2023 إلى 2027.
المصدر Information clearing house