لا يختلف اثنان على أن الجماهير فاكهة كرة القدم ونبض المدرجات، ففي كل مكان يبقى لجمهور كرة القدم أهميته، ونجاح أي مسابقة أو بطولة يقترن بالحضور الجماهيري، لذلك اعتبر الجمهور اللاعب رقم (1) للعبة.
عندما تشاهد أي مباراة من دون جمهور ينتابك شعور غريب بالنقص، فكرة القدم ليست نفسها دون حضور جماهيري، واقتصاد كرة القدم لا يمكن أن يستمر من دون الجمهور، في “زمن كورونا”.
دوريات العالم كلها عانت وتكبدت خسائر هائلة، فأندية الدوري الإنجليزي الممتاز قدرت قيمة خسائرها بالفترة السابقة بقيمة 700 مليون جنيه إسترليني، وفي الوقت الحالي تخسر أنديتنا الكثير جراء عدم حضور الجمهور، وقد أحدث هذا تأثيراً كبيراً على الأندية والمجتمعات المحيطة بها.
بعيداً عن اقتصادات الرياضة وتأثير الجماهير على إيرادات الأندية، ما الدور الذي يلعبه المشجع من أجل تحفيز اللاعبين فنيًا داخل المستطيل الأخضر؟!، وهل اللاعبون يفضلون المباريات تحت الضغوط الجماهيرية أم مدرجات فارغة لا حياة فيها؟!.
في ظل استمرار الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس “كورونا” ما زالت معظم مدرجات ملاعب كرة القدم في دول العالم دون جماهير، قد يكون الضرر في ذلك على الفرق الجماهيرية التي اعتادت مؤازرة مشجعيها في جميع مبارياتها للضغط على الخصوم نفسيًا، لكن ليس هناك أي تأثير على الفرق غير الجماهيرية التي لا يوجد لها شعبية كبيرة، وهنالك أمثلة كثيرة، فنادي تشرين الذي يملك قاعدة جماهيرية كبيرة تأثر بشكل كبير بعدم حضور جماهيره للمباريات، وجميع المتابعين شاهدوا هذا التأثير على أرض الملعب الذي انعكس بشكل سلبي على نتائج النادي، وكذا الأمر بالنسبة لنادي الوحدة الذي تراجعت نتائجه أيضاً، بينما نرى بعض الأندية الأخرى ذات الجماهيرية المحدودة لم تتأثر نتائجها وبقيت محافظة على المستوى نفسه.
تأثير الجماهير على ملاعب كرة القدم لا يمكن حصره فقط في الناحية الاقتصادية، بل هناك العديد من العوامل الأخرى التي فقدت معها المستديرة جمالها ونتمنى أن تعود في القريب العاجل.
ما بين السطور – سومر حنيش