يبدو أن طالع سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن الخارجية عامة وفي الشرق الأوسط خاصة يشبه إلى حد كبير مشهد صعوده بالأمس القريب جداً إلى طائرة الرئاسة وسقوطه عدة مرات أثناء صعوده درج الطائرة.
إن كانت ٧٨ سنة تبرر لبايدن زلات قدمه تلك وخيانة خطواته له فما الذي يبرر له سلوك درب “الترامبيه” والرجوع بعيداً إلى حقبات مضت لينبش منها سياسة مستقبلية، طالما أثبتت تلك السياسات البائدة عقم جدواها، ويشعل نار الحرب الباردة مع روسيا مجددا من خلال إطلاق “الرصاصة الكلامية” الأولى تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويتجاوز جميع الأعراف والكياسة الدبلوماسية.
بين زلة خطا بايدن ولسانه يبدو أن ثمة من يدفعه لاستعجال السير في دروب متهالكة أو ثمة من يتابع استعجاله ويقف متفرجاً دون تقديم نصيحة وهدفه من وراء ذلك أحد أمرين إما استعجال في نهاية بايدن وافشال سياسته أو جر المنطقة والعالم الى مواجهة كبرى لا يحمد عقباها وتؤدي في نتيجتها إلى الاحتمال الأول.
دائماً ما ينتقد العالم بشكل عام السياسة الأميركية هنا وهناك، لتؤكد الأيام أن جميع الإدارات الأميركية المتعاقبة “الديمقراطية والجمهورية ” في المجمل لا تملك خططاً سياسيةً بقدر امتلاكها خططاً عسكريةً، وإن تم وامتلكت الأولى فهي تكون مبنية على العسكرة والقوة والعدوان، فلا عجب أن يتحدث بايدن بلسان الحرب والتهديد وهو ابن جيل لم يعرف من أفعال من سبقه من سكان البيت الأبيض إلا الحروب والعدوان.
نعتقد أنه ورغم ما فعتله ٧٨ سنة من أفعال في ذاكرة بايدن، فإنه يعي جيداً “أو يجب أن يكون في فريقه السياسي من يعي” أن روسيا الاتحادية ليست الاتحاد السوفياتي، وبأن الرئيس بوتين ليس بوريس يلتسن ولا ميخائيل غورباتشوف وبأن ما عهده بايدن في شبابه لا يصح التطبيق في شيخوخته.
ربما يسعى بايدن لقرع طبول الحرب الباردة مجدداً، لكنه من المؤكد لن يسمع ذات الصدى الذي سمعه وهو شاب، فميادين الحرب تغيرت كما حال فرسانها ونعتقد أن زلة لسان بايدن تساوي زلة قدمه وعلى من خرج من فريقه لشرح وتبرير حدوث الأخيرة عليه أن يبرر حدوث الأولى.
حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid70@ gmail.com