الثورة أون لاين- لميس عودة:
بين العربدة والهذيان الاستعماري والتسخين الممنهج لجبهات الشمال السوري، تزداد حدة المناورات العقيمة لواشنطن وأنقرة، ويتكشف بكل وضوح حال الإدارة الأميركية والنظام التركي اللص وأدواتهما في لهاثهم المحموم للقفز فوق خطوط الخسارات الجلية واستباق الهزيمة، فلعب واشنطن على حبال التصعيد مفضوح، وأسلوبها في إذكاء نار الانتهاكات ونهب النفط وسرقة المحاصيل الزراعية في المنطقة الشرقية عبر أداتها “قسد” لا تحجبه مواربتها ودجلها، وما يقوم به اللص أردوغان من اعتداءات على أبناء الجزيرة وسرقات موصوفة وإرهاب منظم بات سمة ملازمة لنظامه اللصوصي.
يتوهم قطبا العدوان على الجزيرة السورية أنهما من وراء تسخين الأحداث فيها، واتباع وسائل البطش والتنكيل والاعتقالات التعسفية بحق أهلنا، أنهم سينالون من إرادتهم القوية وتصميمهم على دحر الاحتلال والتمسك بعروة الوطن الوثقى، ويتوهمون أنهم بممارسة سياسة التعطيش وسرقة الممتلكات سيرغمون أهلنا هناك على مغادرة منازلهم وأراضيهم عنوة عبر فرض طوق خانق على كل سبل حياتهم، ويتغافلون أن أبناء هذه الأرض على مر تاريخها المقاوم لم يتوانوا يوما عن مقارعة المحتلين والغزاة، وأنهم متجذرون بأراضيهم بقوة، ولن تستطيع كل عواصف الإرهاب المثارة ضدهم أن تقتلعهم من جذورهم أو تفت من عضد مقاومتهم الشعبية المتعاظمة.
فالمقاومة الشعبية في الجزيرة أرسلت رسائلها الميدانية لتخترق صمم المحتلين والغزاة والتأكيد على خيار المقاومة الذي لا رجعة عنه إلا بزوال الاحتلال ووأد المخططات التفتيتيه، والاستبسال عن وحدة الأرض السورية وترابط جغرافيتها، والوقوف في خندق واحد مع الجيش العربي السوري في مواجهة المؤامرات التقسيمية والمشروعات الاستعمارية لا تنفك تؤكد عليها القبائل والعشائر السورية بدير الزور، وهذا تم التأكيد عليه مجددا خلال الملتقى الذي عقدته يوم أمس.
أميركا ونظام الإرهاب التركي يرسمان خرائطهما الاستعمارية ويصيغان سيناريوهات الفظائع المرتكبة بحق أبناء الجزيرة السورية، ويغيب عن بالهما أن حسابات الإرهاب الأميركي والتركي لن تنطبق مع بيادر المقاومة الشعبية في الجزيرة، وأن بذار الشر الذي ينثرونه في المنطقة الشرقية لن تحصده واشنطن وأنقرة إلا أشواك هزائم، ففي حسابات ذود السوريين عن وطنهم وصون وحدة جغرافيته تتغير معادلات الميدان وفقاً لإرادة وعزيمة أصحاب الحق.
لن يطول الإرهابي أردوغان في عدوانه السافر إلا الوهم والهزيمة ولن تجني أميركا المارقة على القوانين الدولية إلا الخيبة، فالأرض السورية ستبقى موحدة في ترابطها الجغرافي غير قابلة للاقتطاع والتجزئة تحت أي مسميات وذرائع وستكون مقبرة للغزاة والطامعين، هذه هي الحقيقة المرة التي سيبتلع أعداء سورية أشواكها مرغمين، فتحرير الجزيرة ونفض غبار الإرهاب عن كاهل أبنائها وصون وحدة الجغرافية السورية ونسف المخططات الاستعمارية ثوابت في الاستراتيجية السورية ونهج تعتنقه ولن تحيد عنه المقاومة الشعبية والعشائر والقبائل العربية مهما عظمت التضحيات.
ما يحصل الآن في الجزيرة السورية من رفض أهاليها المطلق للوجود الأميركي الاحتلالي ولممارسات نظام الإرهاب التركي هو بداية غيث المقاومة الشعبية والقادم أشد بياناً وإيلاماً، فهل سيبدأ قطبا العدوان بقراءة عناوين المرحلة قبل غزارة انهمار رسائل الميدان