الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
“ممنوع دخول الكلاب والسود”، عبارة يقرؤها الأميركيون كثيراً على بوابات العديد من المطاعم والمتاجر في مدنهم، تختزل المشهد العنصري الذي يطبع وجه أميركا القبيح، والذي تعجز كل منظفات العالم الكيميائية عن إذابة المساحيق التي تطليها واشنطن باستمرار على ذاك الوجه البشع.
عبارة مثلها مثل آلاف العبارات الأخرى المقززة التي تزدري بالآخر وتعامله بدونية، وتكرس التفرقة والعرقية، وتروج لتفوق البيض، وتحض على القتل والكراهية، والتي وصلت في الآونة الأخيرة إلى حد القتل المتعمد والعشوائي لمن هو أسود أو آسيوي، كما حدث مع “جورج فلويد” منذ أشهر، ومع ثمانية آسيويين قتلوا مؤخراً في حوادث إطلاق نار بمنتجعات “أتلانتا”.
عبارات متخمة بالكراهية والعنصرية، مرة ضد العرب، ومرة ضد الملونين، وثالثة ضد الآسيويين والأفارقة والأعراق الأخرى، وتمييز عنصري بناء على لون البشرة واللغة تجده متغلغلاً في كل مفاصل المؤسسات الحكومية قبل المتاجر والمطاعم والشركات الخاصة، والأمر ليس من بنات أفكارنا بل هو حقيقة دامغة وثقتها آلاف الشهادات من قبل الصحافة ومراكز البحوث الأميركية ذاتها.
من هنا فإن من يروج لعبارات مثل “ممنوع دخول الكلاب والسود” لا ينتظرن أحد منه أن يكون أخلاقياً أو يحترم القوانين الدولية، ولا ينتظرن أحد منه أن يكون حامياً لحقوق الإنسان في العالم، ولا حاملاً لرايات الديمقراطية والإنسانية.
ومن ينتج التطرف والعنصرية والكراهية والإرهاب، ويتبنى فكرة تفوق العرق الأبيض، ويضلل العالم بشعاراته البراقة، لا يمكن أن يقود السفينة العالمية إلى بر الأمان، ومن يمارس الاضطهاد والعنصرية على أبناء بلده وإخوته في المواطنة لا يمكن أن ننتظر منه أن يرفع عقوباته عن السوريين، ولا أن ينهي حقبة الشر القائمة على منع الدواء والغذاء والطاقة ورغيف الخبز عنهم.
من يفعل كل هذا بحق مواطنيه قبل غيرهم لا يمكن له إلا أن يمارس أبشع أنواع التمييز العنصري والقتل والحصار والعقاب ضد الشعوب الأخرى، فمن يقتل السود لمجرد لون بشرتهم، أو لأنهم طالبوا بأبسط حقوقهم المهضومة، لن يكون رحيماً بالأمم الأخرى بل وحشاً كاسراً يفتك بها، وها هي المشاهد تثبت هذه الحقيقة من أقصى أفغانستان إلى سورية وليبيا وفلسطين وغيرها من البلدان المنكوبة بسياسات أميركا العدوانية والتي تنشر مثل هذه العبارات العنصرية.