الثورة أون لاين- محمود ديبو
يحاول البعض من ممثلي الفعاليات الاقتصادية المختلفة إظهار النشاطات التي تقام من حين لآخر على هامش موجات الغلاء المستعرة، بأنها جاءت لتتصدى وتساهم في إخماد تلك الموجات وتعيد مستويات الأسعار إلى ما كانت عليه..
لكن الوقائع تؤكد، ودائماً، أن كل تلك التصريحات الجوفاء والمساعي الاستعراضية لا تخرج عن كونها محاولات للتعمية على ما يقوم به بعض المتحكمين والمتاجرين بشقاء المواطنين ومتاعبهم، فلا مهرجانات التسوق استطاعت أن تحقق نتائج ملموسة ولا حتى الدعوات التي تطلب من الفعاليات الاقتصادية تخفيض أسعارها والتعاون مع الجهات المعنية في التخفيف عن المستهلكين.
فمن يتابع مستويات الأسعار في الأسواق يجد أن آخر سعر وصلت إليه السلع والبضائع بعد (التخفيضات) الأخيرة التي جرى الحديث عنها، أعلى من الأسعار قبل القفزة الأخيرة لها ويتضح عدم الالتزام بالنشرة السعرية الرسمية التي أصدرتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك..
هذا الاستعراض غير المجدي لم يعد يقنع المستهلك، فلو كان ما يقال صحيحاً لكان المستهلك هو أول من يلمس الآثار الإيجابية لما يعلن عنه من خطوات بقي الكثير منها (وعوداً) فارغة من أي مضمون أو أثر…
فكيف سيقتنع المستهلك وهو يرى أن بعض هؤلاء الذين يرفعون أسعارهم وأحياناً يحتكرون المواد الأساسية هم من يتحدثون عن مساعٍ لتخفيض الأسعار ويعقدون المؤتمرات ويعلون الصوت بالتصريحات ولكن في النهاية لا يحدث شيء؟؟
أحياناً يحتاج الإقناع أدوات بسيطة تنطلق من حاجات الناس، مع الانتباه إلى أن درجة الوعي لدى المواطن باتت تعطيه القدرة على التفريق بين من يسعى لمصلحته ومن يعمل لزيادة الأسعار غير مبالٍ بالمشاق التي يتحملها المستهلك نتيجة ذلك!!
