البعث ذلك المولود النيساني بعد مخاض صعب عانى فيه من ويلات الاستعمار والجهل والفقر وعادات وتقاليد اجتماعية بالية، ومرارت كثيرة تجرعها، توجت بانتصارات وإنجازات تاريخية وكان له الدور الحاسم في تعبئة الجماهير لتحقيق الاستقلال ومواجهة الاحتلال الفرنسي.
طالما أكدت أفكار البعث على الأخذ بالأسباب للنهوض في مجالات العلم والثقافة والاقتصاد والتكنولوجيا لبناء مجتمع متقدم يواكب العصر منطلقاً من تحليل الواقع وملامسة الوجع معتمداً على قيادات ذات الجذور الشعبية.
البعث الذي انطلق من العمال والفلاحين والطبقات الكادحة في المجتمع، والذي خرّج أجيالاً من مؤسساته الطلائعية والشبيبية والطلابية والنقابية والمهنية والعسكرية كانت على قدر من المسؤولية التاريخية خلال الحرب الإرهابية على بلدنا، ودفاعها وتضحياتها لا من أجل الحفظ على مكتسبات وطنية فحسب إنما دفاعاً عن الأمة، ذلك الشعور الواعي الذي يربط الفرد بأمته هو شعور مقدس، وعبر بذلك حزب البعث عن مصداقيته في المواءمة بين الشعار وتطبيقاته.
اليوم أكثر من أي وقت مضى على القيادات الحزبية الانطلاق من متطلبات الواقع وخصوصيته، والأهم هو هموم المواطن ومشاكله، وتبني إستراتيجيات تنجو به من هموم يومية وغلاء معيشية، كالتوجه مثلاً نحو الصناعات والمشروعات الصغيرة وإعادة النظر بالصناعات الوطنية ودفعها وتشجيع المزارع وخلق البيئة المناسبة لاستقراره وتطوير عمله، ولتحقيق رسالته ودوره الحيوي المتجدد على ساحة الوطن، وهنا لا بد من التركيز على جيل الشباب واستثمار طاقاتهم وإبداعاتهم والتعويل عليهم لبناء الغد الأجمل.
عين المجتمع- رويدة سليمان