على أعتاب شهر رمضان، شهر الخير والبركة، نفتح ذراعينا لاستقبال الكثير من فضائله التي تهجرنا طيلة أيام السنة، وترجع إلينا في رمضان، فيصحو بعضنا من غفلته ويعود إلى جذوره الخيرة والطيبة.
كم نحن في حاجة إلى أخلاق رمضان، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها جميعا بسبب الحرب الإرهابية ونتيجة الحصار والعقوبات الأميركية والغربية التي فاقمت من أوجاعنا وعذاباتنا، والتي صدعت علاقاتنا الاجتماعية وضربت حولها طوقاً وسوراً من الجفاف والتصحر الاجتماعي والذي لن يُروى إلا باستحضار فضائل وقيم هذا الشهر الكريم، وجعلها سلوكا دائماً وحاضراً ليس في رمضان فحسب، بل في كل شهور السنة.
إن تعزيز روح التآخي والمحبة والتسامح والتكاتف الاجتماعي والوطني هي من أهم الأمور التي نحتاجها في هذا الشهر وما بعد ه، خصوصاً وأننا ما نزال نعاني ويلات الحرب والحصار وآثاره الصعبة التي طالت كل تفاصيل حياتنا.
في البعد الاجتماعي للتحلي بأخلاق رمضان والعمل بها والمواظبة عليها،لاشك أن هناك أبعاداً اجتماعية وإنسانية وتربوية جليلة وهامة، تتمثل أبرزها في إضفاء حالة من الطمأنينة والسكينة التي تنعكس تقارباً ومحبة وتلاحماً وتسامياً فوق الماديات، وهذا نداء إنساني إلى كل من يساهم أو يزيد من معاناتنا وأوجاعنا بطريقة أو بأخرى، خاصة الكثير من التجار الذين رفعوا أسعارهم بشكل جنوني خلال الفترة الماضية.
فلنتكاتف مع بعضنا البعض ولتكن أخلاق رمضان لنا قدوة، لأننا في ذلك نساهم في تمتين جبهتنا الداخلية وتوطيدها وهي التي تبدو في أشد الحاجة إلى وحدة السوريين وتوحدهم لمواجهة هذه المؤامرة الكبرى التي تستهدف حاضرهم وتاريخهم ومستقبلهم و وجودهم.
عين المجتمع فردوس دياب